1weeb page  حطام الحب(1)...


شاطر|
معلومات العضو
admin


معلومات إضافية
عدد المساهمات : 2750
الْنِّقَاط : 945
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/03/2010
https://arabshabab.ahlamontada.com

مُساهمةموضوع: حطام الحب(1)... حطام الحب(1)... Emptyالجمعة أغسطس 19, 2011 2:01 am

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله



حطام الحب ...

في بقعة تحت السماء يعيش شاب يفتقد أقل مقومات الحياة و لا يملك إلا مزرعة
صغيرة هي كل ما خلفه له والده بعد أن قرر الهجرة من الريف إلى المدينة وذلك
بعد وفاة والدته السيدة "ميلي" ...

الوالد هو السيد / ميشيل ...
و الشاب هو / إدوار ...
.
.
.
لم يكن إدوار سعيدًا بالحياة التي يعيشها بعد وفاة والدته و
رحيل والده الذي لم يقنعه بسبب هجرته ولماذا لا يريده أن يذهب معه فكل
الذي يعلمه أنه أصبح كإحدى الأوراق التي تسقطها مزرعته كل سنه في فصل
الخريف و أن الأيام تجري لسبب واحد وهو أن تنفيه خارج حدود الحياة و عليه
أن يقاومها على الأقل ليموت موتتًا بشرية فهو لا يريد أن يذبل كما تذبل بعض
النباتات التي تعجز عن الوصول إلى سر حيتها بعد أن يغفل عنها الكائن
البشري فإدوار كتب في دفتر حياته أن "البشرية هي قانون يعارض قانون الحياة و
أنها تسعى جاهدة للهروب من أسلحة الموت فالبشر يهرعون إلى المناطق الممطرة
عندما تشهر الحياة في وجوههم سلاح الجفاف "

و لأن الحياة هي العدو الذي يراه إدوار فهدفه الوحيد الذي
يمنعه من أن يقتل نفسه هو مقاومة عدوه ليس أكثر و لهذا كتب على باب منزله
"لم أمنعك أيها الموت من الدخول إلا لأني أرى في دخولك انتصارًا لألذ
أعدائي" ....

.
.
.
عاش إدوار نصف عقد من عمره على هذه الحالة لا يخالط الناس كثيرًا ولا يتواصل معه أحد ...
بلغ عمر إدوار الآن ثلاثة و عشرون عاما و مع ذلك فهو يعيش
في جسدٍ أنهكته الحياة حتى أنها أخفت منه معالم الفتوه و الشباب سئم إدوار
من حالته التي لم تتغير منذ خمسة أعوام فقرر الرحيل من هذه المنطقة التي
أرغمته على العيش في هذه الحالة طوال هذه المدة و قبل الرحيل ذهب إلى قبر
والدته و أخذ يناجيها بقوله " بما أننا لن نجتمع مجددًا بسبب ابتعاد
أرواحنا عن بعضها لا داعي من بقاء أجسادنا بالقرب من بعضها "

وسجل في دفتره القديم عبارة وهي "كلٌ مسئول عن ذاته و الحفاظ عليها ولا يحق له ظلمها لمجرد عقابها على ذنب لم تقترفه "
و أتخذ إدوار قراره و أجزم بعدم التراجع عنه و أن هدفه الوحيد الآن هو البحث عن ذاته فحسب ...
.
.
.
المدينة /
صخب الباعة هو الصوت الدخيل على إدوار وكان ذلك بمقابل
تخليه عن النغم الذي تحدثه عصافير حديقته ولأن إدوار يبحث عن حياة أُخرى
تكيف سريعًا مع هذه الأجواء ويعود ذلك ربما إلى استغنائه منذ فترة طويلة عن
عنصر الراحة فهو لا يعرفها فضلًا على أن يفتقدها ...

و بينما هو يسير في أحد شوارع المدينة التي يجهلها و يجهل
طبيعة سكانها أفتقد حس الشعور الذي يربطه بالعالم من حوله وهذا بسبب تداخل
الكثير من الأمور في ذاكرته فهو بجانب إعجابه بالعمران من حوله يفكر أين
يبيت هذه الليلة حاول إدوار أن يتصرف بغباء حتى يخرج من مأزق هذا التفكير
فقرر تذكر الماضي و الاستمرار في المضي في طريقة التي يسلكها ولكن "ماذا
يتذكر فهو لم يمر بمواقف تحتاج إلى ذكر وكل عمله منذ رحيل والده هو
الاعتناء بمزرعته" وبينما هو على هذه الحالة سمع صراخ فنظر عن يمنيه فإذا
به يفاجئ بكم هائل من البشر يتجهون نحوه بسرعة و فزع يتقدمهم رجل يرتدي
لباس أسود و يغطي وجهه بقطعة قماش وفي يده كيس ملون و لأن إدوار لا يعرف
الكثير عن تصرفات البشر أعتقد أنهم يريدون إلحاق الأذى به بينما هم يريدون
سارق خزانة تاجر معروف بينهم يدعى السيد "بروس", فطرة إدوار التي لم تنضج
بسبب قلة تجربته أجبرته على الهروب من هؤلاء البشر وبعد مسافة قصيرة من
الركض أنهكه التعب فالجوع يعتصر فؤاده و الإرهاق يكبل أعضائه توقف إدوار عن
الركض بعد أن أسند ظهره لزاوية منيعة وبعد أن تسلح بعصا وجدها ملقاة
بالقرب منه , تجمع الناس حوله معتقدين أنه على علاقة بذلك السارق فطريقة
هروب إدوار منهم أثارت الشكوك حوله وأنهم لا يتشبثون بدليل يدلهم على
السارق المختفي غير هذا الكائن المنهك الذي يصارع أنفاسه مع أن جسده تظهر
عليه معالم القوة و شدة البأس في نظرهم ويعود ذلك إلى الأعمال التي كان
يمارسها إدوار في الريف .

.
.
.
انزياح الكربة /
لم يجرئ أحد من المحيطين بإدوار على الاقتراب منه فالخوف من
التبعات أصاب تصرفاتهم بشلل مؤقت ولكنهم لم يبرحوا أماكنهم خوفًا على مال
التاجر المحبوب بينهم وأنهم يعتقدون أن إدوار له دور في العملية التي تعرض
لها التاجر , بدأت الشمس ترسل حرارتها على الأرض و بدأ الصمود يتبخر من جسد
إدوار الخائف و بعد لحظات رأى إدوار أن ثمة رجل يشق صفوف المتجمعين حوله
وقد كان ذلك الرجل هو التاجر وقد كان السيد بروس معروفًا بحكمته ونبل
أخلاقة وهذا هو ما رفع منزلته في قلوب المحيطين من حوله ...

أقترب بروس من إدوار وقال له "من أنت ؟ ولماذا هؤلاء القوم يحيطون بك؟"
فيجيبه إدوار بصوت غير مستقر وبكلمات متقطعة "أنا غريب عن
المدينة أما عن هؤلاء القوم فلا أعلم عن أمرهم شيئًا غير أنهم يريدون
إيذائي وحسب"

- بروس /عجبًا لأمرك تهرب و أنت لم ترتكب أي ذنب !
- إدوار/ ولماذا لا أهرب فأنا لا أعلم ماذا يريدون مني وكل
الذي أعلمه أن لي حياة يجب عليّ المحافظة عليها ولي جسد لا أُريد أن يمسه
أذى .

- بروس صارخًا بمن حوله / يظهر لي أن هذا الرجل بريء ولا حاجة لبقائكم هنا أشكر لكم وفائكم الذي رأيت معالمه اليوم أيها الأوفياء .

تفرق الناس سريعًا ولم يتعجبوا من قلة تحقيق السيد بروس مع إدوار فنبله يصد رغبته من الحصول على ماله المسلوب بطريقة مبهمة كهذه ..

- بروس/ ما أسمك أيها الغريب ؟
- إدوار/ إدوار يا سيدي
- بروس/ وماذا تعمل يا أدوار في المدينة؟
- إدوار/ لا أعلم عن مستقبلي القادم شيئًا فأنا قدمت إلى المدينة للبحث عن حياة أُخرى و إلى الآن لم أجدها .
- بروس/ هل تقصد أنك لا تملك منزلًا يؤويك ولا عملًا يغنيك ؟!
- إدوار/ نعم يا سيدي .
- بروس/ حسنًا يا إدوار أذهب معي إلى منزلي الآن لتأخذ
قسطًا من الراحة فإني أرك تصارع قواك ولا تستطيع تدبر أمرك و أنت في مثل
هذه الحالة .

- إدوار/ شكرًا يا سيدي فهذا معروف لا أنساه ما بقيت .

نظرة مختلفة/
تغيرت نظرة إدوار للبشر فقد كان يحسب أن كل من ينظم إلى
قائمة "أبن آدم" مسئول عن نفسه و حسب وقد رسخ هذا المعتقد في داخله منذ
تخلي أقرب الناس عنه , ولكن ما رآه اليوم شيء مختلف تمامًا عن ما كان
يعتقده فوقف الناس إلى جانب التاجر و تركهم لأعمالهم و موقف التاجر منهم
ومن المتهم الذي كان بوسعه أن يتهمه و وأن يأخذ ما بحوزته من مال .

.
.
.
لحظة الوصول إلى منزل السيد بروس/
يقف إدوار مذهولًَا أمام بوابة منزل بروس فالمنزل فخم و
كبير لم يتخيل إدوار أن يرى مثله فضلًا على أن يدخله وقد أسمعه بروس في
طريقهما إلى المنزل وقبل أن يصلا إليه نمط الحياة التي يعيشها و أنه تاجرٌ
لديه سعة من المال وأنه كان متزوجًا غير أن امرأته توفيت منذ سنة ولا يعيش
معه الآن إلا أبنته و تدعى "سوزان" .

قد كانت الزهور في فناء منزل السيد بروس فاتنة و ذات رائحة جذابة .
وقد كانت بركة الماء التي تتوسط مدخل المنزل تعطي طابعًا للثراء و جمال الهندسة الموجودة في المدينة
ولأن إدوار لم يغادر الريف في حياته و لأنه لم يدخل المنازل الفخمة من قبل لم يسعه إلا الذهول و الذهول فقط .
.
.
.
أول لقاء لأدوار مع سوزان /
قدم السيد بروس سترة أنيقة لأدوار و أشار إليه بالاغتسال
ليمحوا عن جسده علامات السفر التي تجلت عليه شكره إدوار وقال "فعلًا هذا
أللذي أحتاجه الآن"

ثم ذهب السيد بروس إلى غرفة أبنته سوزان و أخبرها بالضيف
الذي أتى معه و أمرها بأن تصنع لهما طعامًا فلقد لقيا نصبا هذا اليوم هو و
ضيفه , استجابة سوزان لأمر أبيها وبعد أن أتمت تجهيز الطعام اتجهت به إلى
غرفة الضيوف حيث كان أباها و أدوار هناك ...

دخلت سوزان الغرفة فلما وقعت عين إدوار عليها شعر بشيء غريب
اتجاهها لا يعلم ما هو ولكنه شيء يجذبه نحوها و يفقده السيطرة على نظره
فلا يستطيع رفعه عنها , تجاهل إدوار هذا الشعور لكي لا يقع في مأزق غير
لائق مع رجل أحسن إليه .

وبعد أن تناول الجميع الطعام وقبل أن يقوموا من على الطاولة
سأل السيد بروس إدوار عن قصته و أخذ إدوار بسرد قصته عليهما , وكانت عينا
سوزان الجميلتين تراقب حركات إدوار وكأنها طفلة فضوليه تريد أن تعرف كل شيء
عن الذي أمامها .

.
.
.
اقتراح السيد بروس لإدوار/
بعد أن انتهى إدوار من قصته نال إعجاب و تعاطف السيد بروس و
أبنته فأقترح عليه بروس بأن يعمل معه في تجارته و أن يسكن معهما إلى أن
يجد المال الذي يخوله لشراء منزل خاص به , لم يستطع إدوار رفض هذه المساعدة
لحاجته إليها وقال لـ"بروس" (أنك تسعى جاهدًَا لمساعدتي و أني أسعى جاهدًا
للاعتماد على نفسي و لأن خدمتك هذه هي أول محطة لي في طريق الاعتماد على
نفسي لا أستطيع ردها ولكن اعلم أن نفسي لا تستسيغ اتكالي على الغير فأنا
كنتُ مزارعًا طعامي أنا من تسبب في وجوده ولم أعتد أن يقدمه لي شخص بهذه
السهولة)

.
.
.
إدوار و الحديقة و سوزان /
خلد إدوار للنوم بعد أن تأثر من تعاطف السيد بروس من قصته و بعد أن كتب في دفتر ذكرياته هذه العبارة
"ربما يكون تعاطف من حولنا معنا شيء لطيف بالنسبة لمن يسمع
القصة فقط وشيء قاسي و جدًا لمن يعايش قصة مماثلة أو من يستشعر هذا التعاطف
عليه" .

وبعد أن أستيقظ إدوار من النوم قرر الذهاب إلى حديقة المنزل
ليستمتع بها و بعد أن خرج أخذ يتأمل في بركة الماء و جمالها ثم شدته رائحة
الزهور وذهب إلى الحوض الذي توجد فيه و لأنه مزارع لفتت نظرة زهرة صغيرة
في مكانٍ غير مناسب و بينما هو كذلك رأته سوزان من شرفة غرفتها وهو في
الحديقة فرحت لأنه أستيقظ ليشبع فضول بعض أسئلتها خرجت سوزان إلى الحديقة و
حيته ثم رأت الزهرة الصغيرة في يده فداعبته بأخذها و وضعتها في شعرها و
سألته عن رأيه بهذه الزهرة فأجابها إدوار بـ"ما خلت أنت تكون هذه الزهرة
فاتنة إلا عندما رأيتها معكِ "

ابتسمت سوزان و سألته بخجل عن الدفتر الذي رأته يكتب فيه
قبل أن ينام فأجابها بـ"نحن البشر نمر بمواقف يستحال علينا نسيانها و لأننا
نريد أن نفرغ ما بحوزتنا من عواطف لا نجد وسيلة فعاله مثل تدوينها فندونها
وبعد أن نغلق دفتر الذكريات نقطع التفكير فيها"

.
.
.
.
ربما يتبع ...






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حطام الحب(1)...

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» اسرار الحب عند الرجال» الحب كرماد القلوب» من أجمل النغمات الحصرية و أعذبها بصوت أكثر من رأئع بعنوان شراب الحب يعرف بالمذاق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب :: المنتــــــدى العـــــــام :: قســـــم لقصص والروايات-



Loading...


المعهد غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي معهد ون ويب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
xml atom feed Rss  1 2  3  4 5 6  7  8  9 10  11  12  13  14  15 16  17 18  19 20  21  22  23  24  25 26  27  28  29 30  31  32  33  34  35  36  37 38  39 40  41  42  43 44  45 46  47  48  49  50  51 52  53  54  55 56  57  58  59  60  61 62  63 64  65  66 67 68  69 70  71  72  73 74  75  76  77 78  79 80  81 82  83  84  85  86  87  88  89 90  91 92  93 94  95  96  97  98  99  100  101  102  103  104  105 106  107  108  109 110  111 112  113 114  115 116  117 118  119  120  121 122  123 124  125  126  127 128  129 130  131 132  133  134  135  136  137  138  139  140  141  142  143 144  145  146  147 148  149 150  151 152  153 154  155  156  157 158  159 160  161  162  163 164  165 166  167 168  169 170  171 172  173 174  175 176  177 178  179 180  181 182  183 184  185 186  187 188  189 190  191 192  192  194  195 196  197 198  199 200  201 202  203  204  205  206  207  208  209  210  211  212  213 214  215  216  217  218  219  220 221  222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233  234 235 236 237 238 239 240 241 242 243244 245246 247248 249 250 251252 253254 255257 258 259 260