1weeb page  الانسان سر الخليقة


شاطر|
معلومات العضو
menimeVEVO

menimeVEVO
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 432
الْنِّقَاط : 451
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/08/2011
العمر : 31
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: الانسان سر الخليقة الانسان سر الخليقة  Emptyالخميس أغسطس 11, 2011 9:09 pm

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله



[b]الانسان سر الخليقة


الانسان سر الخليقة  4150170185244311591251420151202505619722


الإنسان ـ كما وصفه القرآن ـ صفوة الخليقة و فلذتها و سرّها الكامن في السلسلة الوجود .
لا
تجد وصفاً عن الإنسان وافياً ببيان حقيقته الذاتية التي جَبَله الله عليها
ـ في جميع مناحيها و أبعادها المترامية ـ في سوى القرآن . يصفه بأجمل صفات
و أفضل نعوت لم يُنْعَم بِها أيّ مخلوق سواه ، و من ثَمَّ فَقد حظى بعناية
الله الخاصّة و حُبه بكرامته منذ بدء الوجود .

و
لقد خلق الإنسان من عناصر هذه الأرض ثُمَّ من النفخة العلويّة التي فرّقت
بينه و بين سائر الأحياء . و منحته خصائصه الإنسانية الكبرى . و أوّلها
القدرة على الارتقاء في سلّم المدارك العليا الخاصّة بعالم الإنسان .





و لنشر إلى فهرسة تلكم الصفات و الميزات التي أهّلته لمثل هذه العناية و الحباء :
1 ـ خلقه الله بيديه : ? ... مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ... ? [1] .
2 ـ نفخ فيه من روحه : ?فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ? [2] [3] .
3 ـ أودعه أمانته : ?
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ... ?
[4] .

4 ـ علمه الأسماء كلّها : ? وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ... ? [5] .
5 ـ أسجد له ملائكته : ? وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ ... ? [6] .
6 ـ منحه الخلافة في الأرض : ? ... إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... ? [7] .
7 ـ سخر له ما في السماوات و ما في الارض جميعاً : ? وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... ? [8] .
و من ثَمَّ بارك نفسه في هذا الخلق الممتاز : ? ... ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ? [9] .
ميزات سبع حظي بها الإنسان في أصل وجوده ، فكان المخلوق المفضّل الكريم . و إليك بعض التوضيح :

ميزات الإنسان الفطرية


امتاز الإنسان في ذات وجوده بميزات لم يحظ بها غيره من سائر الخلق : فقد شرّفه الله بأن خلقه بيديه : ? ...مَا مَنَعَكَ ... ? [10] ( خطاباً لإبليس ) ? ... أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ...
? [11] . و الله خالق كلّ شيء . فلا بدّ أن تكون هناك خصوصيّة في خلق هذا
الإنسان تستحق هذا التنويه . هي خصوصيّة العناية الربّانيّة بهذا الكائن ، و
إيداعُه نفخةً من روح الله دلالةً على هذه العناية !

قال العلاّمة الطباطبائي : نسبة خلقه إلى اليد تشريف بالاختصاص كما قال : ? ... وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ... ? [12] . و تثنية اليد كناية عن الاهتمام البالغ بخلقه و صنعه ، ذلك أنّ الإنسان إذا اهتّم بصنع شيء استعمل يديه معاً عناية به [13] .
و
هكذا نفخة الروح الإلهيّة فيه كناية عن جانب اختصاص هذا الإنسان ـ في أصل
فطرته ـ بالملأ الأعلى حتّى و لو كان متّخذاً ـ في جانب جسده ـ من عناصر
تربطه بالأرض ، فهو في ذاته عنصر سماوي قبل أن يكون أرضيّاً .

و
لقد خلق الإنسان من عناصر هذه الأرض ثُمَّ من النفخة العلويّة التي فرّقت
بينه و بين سائر الأحياء . و منحته خصائصه الإنسانية الكبرى . و أوّلها
القدرة على الارتقاء في سلّم المدارك العليا الخاصّة بعالم الإنسان .

هذه
النفخة هي التي تصله بالملأ الأعلى ، و تجعله أهلاً للاتصال بالله ، و
للتلقّي عنه و لتجاوز النطاق المادّي الذي تتعامل فيه العضلات و الحواسّ ،
إلى النطاق التجريدي الذي تتعامل فيه القلوب و العقول . و التي تمنحه ذلك
السرّ الخفيّ الذي يسرب به وراء الزمان و المكان ، و وراء طاقة العضلات و
الحواسّ ، إلى ألوان من المدركات و ألوان من التصوّرات غيرالمحدودة في بعض
الأحيان [14] .

و
بذالك استحقّ إيداعه أمانة الله التي هي ودائع ربّانية لها صبغة ملكوتية
رفيعة أودعت هذا الإنسان دون غيره من سائر المخلوق . و تتلخّص هذه الودائع
في قدرات هائلة يملكها الإنسان في جبلّته الأولى و التي أهّلته للاستيلاء
على طاقات كامنة في طبيعة الوجود و تسخيرها حيث يشاء .

إنّها
القدرة على الإرادة و التصميم ، القدرة على التفكير و التدبير ، القدرة
على الإبداع و التكوين . القدرة على الاكتشاف و التسخير . إنها الجرأة على
حمل هذا العبء الخطير . قال سيّد قطب : إنّها الإرادة و الإدراك و المحاولة
و حمل التعبة ، هي هي ميزة هذا الإنسان على كثير من خلق الله . و هي هي
مناط التكريم الذي أعلنه الله في الملأ الأعلى و هو يُسجِد الملائكة لآدم .
و أعلنه في قرآنه الباقي و هو يقول : ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ
... ? [15] . فليعرف الإنسان مناط تكريمه عند الله ، و لينهض بالأمانة التي
اختارها . و التي عرضت على السماوات و الأرض و الجبال ، فأبين أن يحملنها و
أشفقن منها [16] .

إنّها
أمانة ضخمة حملها هذا المخلوق الصغير الحجم الكبير القُوى القويّ العزم . و
من ثَمَّ كان ظلوماً لنفسه حيث لم ينهض بأداء هذه الأمانة كما حملها ،
جهولاً لطاقاته هذه الهائلة المودعة في وجوده و هو بَعْدُ لا يعرفها .

و
هكذا علّمه الأسماء : القدرة على معرفة الأشياء بذواتها و خاصّيّاتها و
آثارها الطبيعية العاملة في تطوير الحياة ، و التي وقعت رهن إرادة الإنسان
ليسخّرها في مآربه حيث يشاء ، و بذلك يتقدّم العالم بحشده و جموعه في سبيل
عمارة الأرض و ازدهار معالمها ، حيث أراده الله من هذا الإنسان ? ... هُوَ
أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ... ? [17] .

و
بذلك أصبح هذا الإنسان ـ بهذه الميزات ـ خليفة الله في الأرض [18] ، حيث
يتصرّف فيها وفق إرادته و طاقاته المودعة فيه ، و يعمل في عمارة الأرض و
تطوير الحياة .

كما و أنّ تسخير ما في
السماوات وما في الأرض جميعاً [20] ، كناية عن إخضاع القوي الطبيعية
المودعة في أجواء السماوات و الأرض ـ لهذا الإنسان ، تعمل فور إرادته بلا
فتور و لا قصور. و معنى تسخيرها له : أنّ الإنسان فُطر على إمكان تسخيرها .
و
إسجاد الملائكة له في عرصة الوجود ، كناية عن إخضاع القوى النورانية
برمّتها للإنسان ، تعمل وفق إرادته الخاصّة من غير ما تخلّف ، في مقابلة
القوى الظلمانية ( إبليس و جنوده ) تعمل في معاكسة مصالحه إلاّ من عصمهُ
الله من شرور الشياطين
? إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ? [19] .فسبحانه من خالقٍ عظيم ، إذ خلق خلقاً بهذه العظمة و الاقتدار الفائق على كلّ مخلوق !
هذه دراستنا عن الإنسان على صفحات مشرفة من القرآن الكريم ، فيا ترى أين
يوجد مثل هذه العظمة و التبجيل لمخلوقٍ هو في هندامه صغير و في طاقاته كبير
، كبرياءاً ملأ الآفاق!

أتزعم أنك جسمٌ صغيرٌ *** و فيك انطوى العالم الأكبر


فتبارك الله أحسن الخالقين بخلقه أحسن المخلوقين !
خلقتُ الأشياء لأجلك و خلقتك لأجلي !
حديث قدسيّ معروف
[21] خطاباً مع بني آدم ، حيث كانوا هم الغاية من الخليقة كما كانت الذات
المقدّسة هي الغاية من خلقه الإنسان ! فكما و أنّ الأشياء برمّتها ـ علواً و
سفلاً ـ سخّرها الله لهذا الإنسان و لتكون في قبضته فتجلّى فيها مقدرته
الهائلة ، كذلك خلق الإنسان ليكون مظهراً تامّاً لكامل قدرته تعالى في
الخلق و الإبداع .

ما من مخلوق ـ صغيرٍ أو كبير ـ إلاّ و هو مظهر
لتجلّي جانب من سمات الصانع الحكيم « وفي كلّ شيء له آية تدلّ على أنّه
واحد ». أمّا الإنسان فكان المرآة الصقيلة التي تتجلّى فيها جميع صفات
الجمال و الجلال .

فإذا سئلت : ما هي الغاية من خلق ما في السماوات و
ما في الأرض جميعاً ؟ قُلتَ ـ حسب وصف القرآن ـ : هو الإنسان ذاته مستودع
أمانات الله و ليكون خليفته في الأرض !

و إذا سئلت : ماهي الغاية من خلقة الإنسان ذاته ؟
قُلتَ : هُوَ اللهُ الصانعُ الحكيم : حيث الإنسان بقدرته على الخلق و
الإبداع أصبح مظهراً تامّاً لكامل الأسماء و الصفات ، فكان وجه الله الأكمل
و عين الله الأتمّ !

فكان الإنسان غاية الخليفة ، و كان الله الغاية
من خلق الإنسان ، فالله هو غاية الغايات و بذلك ورد : « كنت كنزاً مخفيّاً
فأحببتُ أن اُعرَف ، فخلقتُ الخلق لكي اُعرَف » [22] . حيث الإفاضة ـ و هي
تجلّي الذات المقدّسة ـ كانت بالخلق و الإبداع و مظهره الأتمّ هو الإنسان
[23] .

العلامة الشيخ محمد هادي معرفة رحمه الله


--------------------------------------------------------------------------------
[1] القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 75 ، الصفحة : 457 .
[2] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 263 .
[3]
و في سورة السجدة? ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ... ?
(القران الكريم : سورة السجدة ( 32 ) ، الآية : 9 ، الصفحة : 415.)

[4] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 72 ، الصفحة : 427 .
[5] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 31 ، الصفحة : 6 .
[6] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 34 ، الصفحة : 6 .
[7] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 30 ، الصفحة : 6 .
[8] القران الكريم : سورة الجاثية ( 45 ) ، الآية : 13 ، الصفحة : 499 .
[9] القران الكريم : سورة المؤمنون ( 23 ) ، الآية : 14 ، الصفحة : 342 .
[10] القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 75 ، الصفحة : 457 .
[11] القران الكريم : سورة صاد ( 38 ) ، الآية : 75 ، الصفحة : 457 .
[12] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 29 ، الصفحة : 263 .
[13] تفسير الميزان : 17 / 239 .
[14] من إفادات سيّد قطب ، راجع : في ظلال القرآن : 14 / 17 ، المجلد 5 ، ص 203 .
[15] القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 70 ، الصفحة : 289 .
[16] في ظلال القرآن : 22 / 47 ، المجلد 6 ، ص 618 .
[17] القران الكريم : سورة هود ( 11 ) ، الآية : 61 ، الصفحة : 228 .
[18] راجع : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 30 .
[19] القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 65 ، الصفحة : 288 .
[20] راجع : سورة الجاثية ( 45 ) ، الآية : 13
[21] راجع : علم اليقين للفيض الكاشاني :1 / 381 .
[22] حديث قدسي معروف. راجع : البحار : 84 / 199؛ و هامش عوالى اللئالي : 1 / 55 ؛ و كتاب كشف الخفاء للعجاوني : 2 / 132 .
[23]
شبهات وردود حول القرآن الكريم : 21 ـ 25 ، تحقيق : مؤسسة التمهيد ،
الطبعة الثانية / سنة : 1424 هـ 2003 م ، منشورات ذوي القربى ، قم المقدسة /
الجمهورية الاسلامية الإيرانية .



[/b]






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
ļ ρŕįňšέ€

ļ ρŕįňšέ€
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 1523
الْنِّقَاط : 673
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 15/08/2011
العمر : 31
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: رد: الانسان سر الخليقة الانسان سر الخليقة  Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2011 9:40 pm

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله





شكرا اخي على الموضوع

جزاك الله كل خير






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الانسان سر الخليقة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب :: المنتـــــــدى الإسلامـــــــــــــي :: قســـــــــم القرآن وعلومه-



Loading...


المعهد غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي معهد ون ويب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
xml atom feed Rss  1 2  3  4 5 6  7  8  9 10  11  12  13  14  15 16  17 18  19 20  21  22  23  24  25 26  27  28  29 30  31  32  33  34  35  36  37 38  39 40  41  42  43 44  45 46  47  48  49  50  51 52  53  54  55 56  57  58  59  60  61 62  63 64  65  66 67 68  69 70  71  72  73 74  75  76  77 78  79 80  81 82  83  84  85  86  87  88  89 90  91 92  93 94  95  96  97  98  99  100  101  102  103  104  105 106  107  108  109 110  111 112  113 114  115 116  117 118  119  120  121 122  123 124  125  126  127 128  129 130  131 132  133  134  135  136  137  138  139  140  141  142  143 144  145  146  147 148  149 150  151 152  153 154  155  156  157 158  159 160  161  162  163 164  165 166  167 168  169 170  171 172  173 174  175 176  177 178  179 180  181 182  183 184  185 186  187 188  189 190  191 192  192  194  195 196  197 198  199 200  201 202  203  204  205  206  207  208  209  210  211  212  213 214  215  216  217  218  219  220 221  222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233  234 235 236 237 238 239 240 241 242 243244 245246 247248 249 250 251252 253254 255257 258 259 260