سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
..الحمد لله .والصلاة والسلام على رسول الله..
قَالَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود " إِذَا سَمِعْت
اللَّه يَقُول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" فَأَرْعِهَا سَمْعك
فَإِنَّهُ خَيْر يَأْمُر بِهِ أَوْ شَرّ يَنْهَى عَنْهُ "
ومن هذا المنطلق ومع كتاب الله سنستعرض بعض آيات الله التي يخاطب بها المؤمنين لنفهم ونعي ماذا قال الله لنا..
**إن أول آية في القرآن على حسب ترتيب المصحف يخاطب فيها الله تعالى المؤمنين هي الآية 104 من سورة البقرة
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
سبب نزول الآية
لما كان الأنصار عليهم من الله الرضوان يقولون للنبي
عليه الصلاة والسلام: راعنا. من المراعاة، أي: اصبر علينا وعلمنا وفهمنا
وأعد الكلام علينا.
وكانت كلمة (راعنا) يقصد بها اليهود السب من باب الرعونة، كما يقال: فلان أرعن، أي: طائش أحمق.
فبدأ اليهود يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: يا محمد! راعناً
-بالتنوين- يقصدون الشتم والسب، مثلما كانوا يقولون له: السام عليك يا
محمد، يوهمونه بأنهم يقولون: السلام، وهم يقولون: السام عليك يا محمد، فكان
يقول لهم: (وعليكم) دون أن يزيد، فهنا قالوا: راعناً.
وقال لهم سعد بن معاذ : يا أعداء الله! عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده
لو سمعت أحدكم يقولها لأضربن عنقه. فقالوا له: أولستم تقولونها؟! فأنزل
الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا
وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا "ونهى المؤمنون سداً للباب وقطعاً للألسنة
وإبعاداً عن المشابهة
أخرج ابن جرير وغيره عن قتادة قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا} هو قول كانت اليهود
تقوله استهزاءً، فزجر الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.
أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن اليهود
كانوا يقولون ذلك سراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سب قبيح بلسانهم،
فلما سمعوا أصحابه عليه الصلاة والسلام يقولون، أعلنوا بها، فكانوا يقولون
ذلك ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية
خلاصة التفسير
"يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا"
لِلنَّبِيِّ "رَاعِنَا" أَمْر مِنْ الْمُرَاعَاة وَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ
ذَلِكَ وَهِيَ بِلُغَةِ الْيَهُود سَبّ مِنْ الرُّعُونَة فَسُرُّوا
بِذَلِكَ وَخَاطَبُوا بِهَا النَّبِيّ فَنُهِيَ الْمُؤْمِنُونَ عَنْهَا
"وَقُولُوا" بَدَلهَا "انْظُرْنَا" أَيْ اُنْظُرْ إلَيْنَا "وَاسْمَعُوا"
مَا تُؤْمَرُونَ بِهِ سَمَاع قَبُول "وَلِلْكَافِرِينَ عَذَاب أَلِيم"
مُؤْلِم هُوَ النَّار.
الفائدة
عدم التشبه بالمشركين وأن نتخير من الألفاظ أحسنها وضبط مصطلحاتنا بضوابط شرعية.
الآية 153 من سورة البقرة
قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
ينادي الله عباده المؤمنين - نسأل الله أن نكون منهم
إلى يوم أن نلقاه - فيأمرهم بأن يستعينوا بالصبر والصلاة وهو على ذلك
معينهم وناصرهم فما هذا الصبر الذي أمرنا الله ان نتحلى به ؟
للصبر أبواب ثلاثة وكلها فيها الأجر والثواب ..
الباب الأول :هو الصبر عن ارتكاب المعاصي والذنوب وترك المحرمات والفواحش
الباب الثاني : هو الصبر على أداء الطاعات والإمتثال لأوامر الله وما دام الفعل أسهل من الترك فيكون الثواب أكبر عند الله في هذا النوع من الصبر
الباب الثالث : هو الصبر على المصائب والنوازل والخوف والجوع ونقص الثمرات والأنفس
ولما كان الصبر أمر عظيم كان الجزاء أعظم عند الله
قال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر 10
الآية الثالثة ( 172) سورة البقرة
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )
يخاطب الله تعالى المؤمنين ليبين لهم ما احل وما حرم
فيأمرهم بأكل ما رزقهم الله من الطيبات ولا تكونوا كالكفار الذين يحرمون
الطيبات ويحلون الخبائث ، وكم هو الله حليم بنا رؤوف .. قال صلى الله عليه
وسلم " يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب ولإن الله أمر
المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ
الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)
المؤمنون 51.
وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
رَزَقْنَاكُمْ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا
رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك "
فهذه طيبات الله التي أمر الله الرسل بأكلها والبعد عن المحرمات يأمر
المؤمنين أيضاً بأن يأكلوا الطيبات وما أباح لهم وطيبه لهم ويتركوا الخبائث
إن كانوا مؤمنين بالله منقادين لأمره سامعين ومطيعين منتهين عند نواهييه
لا يتبعون خطوات الشيطان .
الآية الرابعة . البقرة 178
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر، في توجيه الخطاب إلى المؤمنين خاصة إشارة إلى كون الحكم خاصا بالمسلمين، و أما غيرهم من أهل الذمة و غيرهم فالآية ساكتة عن ذلك.
و نسبة هذه الآية إلى قوله تعالى: «إن النفس بالنفس»: المائدة - 48، نسبة
التفسير، فلا وجه لما ربما يقال، إن هذه الآية ناسخة لتلك الآية فلا يقتل
حر بعبد و لا رجل بمرأة.
و بالجملة القصاص مصدر قاص يقاص من قص أثره إذا تبعه و منه القصاص لمن يحدث
بالآثار و الحكايات كأنه يتبع آثار الماضين فتسمية القصاص بالقصاص لما فيه
من متابعة الجاني في جنايته فيوقع عليه مثل ما أوقعه على غيره.
قوله تعالى: فمن عفي له من أخيه شيء، المراد بالموصول القاتل، و العفو
للقاتل إنما يكون في حق القصاص فالمراد بالشيء هو الحق، و في تنكيره تعميم
للحكم أي أي حق كان سواء كان تمام الحق أو بعضه كما إذا تعدد أولياء الدم
فعفى بعضهم حقه للقاتل فلا قصاص حينئذ بل الدية، و في التعبير عن ولي الدم
بالأخ إثارة لحس المحبة و الرأفة و تلويح إلى أن العفو أحب.
قوله تعالى: فاتباع بالمعروف و أداء إليه بإحسان، مبتدأ خبره محذوف أي
فعليه أن يتبع القاتل في مطالبة الدية بمصاحبة المعروف، من الاتباع و على
القاتل أن يؤدي الدية إلى أخيه ولي الدم بالإحسان من غير مماطلة فيها
إيذاؤه.
قوله تعالى: ذلك تخفيف من ربكم و رحمة، أي الحكم بانتقال القصاص إلى الدية
تخفيف من ربكم فلا يتغير فليس لولي الدم أن يقتص بعد العفو فيكون اعتداء
فمن اعتدى فاقتص بعد العفو فله عذاب أليم
مسألة : مذهب
أبي حنيفة أن الحر يقتل بالعبد لعموم آية المائدة ، وإليه ذهب الثوري وابن
أبي ليلى وداود ، وهو مروي عن علي ، وابن مسعود ، وسعيد بن المسيب ،
وإبراهيم النخعي ، وقتادة ، والحكم ، وقال البخاري ، وعلي بن المديني
وإبراهيم النخعي والثوري في رواية عنه : ويقتل السيد بعبده ; لعموم حديث
الحسن عن سمرة : " من قتل عبده قتلناه ، ومن جذعه جذعناه ، ومن خصاه خصيناه
" وخالفهم الجمهور وقالوا : لا يقتل الحر بالعبد ; لأن العبد سلعة لو قتل
خطأ لم تجب فيه دية ، وإنما تجب فيه قيمته ، وأنه لا يقاد بطرفه ففي النفس
بطريق أولى ، وذهب الجمهور إلى أن المسلم لا يقتل بالكافر ، كما ثبت في
البخاري عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقتل مسلم
بكافر " ولا يصح حديث ولا تأويل يخالف هذا ، وأما أبو حنيفة فذهب إلى أنه
يقتل به لعموم آية المائدة .
الآية الخامسة البقرة ( 183)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين الذين صدقوا
الله ورسوله وعملوا بشرعه فيبين لهم ما فرض عليهم حيث قال تعالى " كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " أي فرضتُ عليكم الصيام فما هو الصوم؟
الصوم شرعاً : هو الإمساك عن المفطرات مع إقتران النية به من طلوع الشمس
إلى غروبها بنية خالصة لله ، واجتناب المحظورات وإجتناب المحرمات قال صلى
الله عليه وسلم " مَنْ لَمْ يَدَع قَوْل الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ
لِلَّهِ حَاجَة فِي أَنْ يَدَع طَعَامه وَشَرَابه " أخرجه البخاري في
الجامع الصحيح
ولما كان للصوم من فضل عظيم لأنه يمنع من ملاذ النفس وشهواتها مالا تمنع به
العبادات الأخرى ولأنه عبادة سرية بين العبد وربه للنفوس زكاة وطهارة
وتنقية من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة قال صلى الله عليه وسلم " كل
عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، ولخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك " أخرجه البخاري في الجامع الصحيح
وقال " من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم
يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." أخرجه البخاري في الجامع الصحيح