1weeb page  وقفة مع حديث القلوب


شاطر|
معلومات العضو
menimeVEVO

menimeVEVO
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 432
الْنِّقَاط : 451
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/08/2011
العمر : 31
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: وقفة مع حديث القلوب وقفة مع حديث القلوب Emptyالجمعة أغسطس 12, 2011 2:52 am

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله



وقفة مع حديث القلوب





عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا, فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء, وأي
قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء, حتى تعود القلوب على قلبين؛ قلب أسود مربادًا كالكوز مجخيًا, لا
يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا, إلا ما أشرب من هواه, وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت الأرض
والسماوات )
أخرجه مسلم



والحديث يصف لنا البداية, البداية التي بها ينتمي القلب إلى أحد قسمين:
إما المرض وإما السلامة
فإن الله سبحانه قد شاء أن تعرض الفتن على القلوب بشكل مستمر متتالٍ لا يتوقف, بل إنها تزداد
يومًا بعد يوم حتى يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم
- كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم -



ونحن نرى كيف تموج بالمؤمنين الفتن ليلاً ونهارًا, سرًا وجهارًا, فإما فتنة شبهة تبعد الإنسان عن
الإيمان بربه وتوحيده له والتسليم لشرعه واتباع نبيه فيقع في المحظور، وإما شهوة تبعد الإنسان
عن أوامر ربه ونواهيه فيقع في الحرام.., وبين الشهوات والشبهات تموج الفتن.



والقلوب في مهاب رياح الفتن تقبلها أو تردها, فأيما قلب قبل الفتنة وتشربها وامتص آثارها تركت فيه
أثرًا: نكتًا سودًا وعلامات سوداء, وتزداد هذه العلامات وهذا النكت بازدياد قبوله بالفتن ووقوعه فيها
وتشربه لها...



فتغطي القلب تلك السوادات والآثار المظلمة فيصير كأنه مطليٌّ بسواد في سواد, وباستمرار الفتن
وعدم رده لها يصير طلاءُ فوق طلاء, حتى تتكون على القلب طبقة من آثار الفتن تغطيه فتضعف قوته
ويتآكل معها الحق الذي فيه...



وتظل الفتن تعرض عليه ويظل يقبلها حتى يغلف القلب في مراحله الأخيرة بغلاف من آثار ما كسب
يمنعه من قبول الخير والهدى, يقول تعالى:
{كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
[المطففين:14].



وأيما قلب رد الفتنة واحتمى بحمى الإيمان واستعاذ بالله من شيطانه ومن هوى نفسه وخاف مقام
ربه وأراد رضاه ونهى النفس عن الهوى... صار في قلبه قوة على رد الفتنة.



وكلما نجح في رد فتنة زادت قوته وقويت إرادته في رد الفتنة التي تليها, ويظل يرد الفتن راجيًا ما
عند الله حتى تصير قوته على رد الفتن قوة ذاتية فيه وطبيعية له فلا يضره شيء ما دامت الأرض
والسماوات.



وهذا الحديث حديث عظيم البيان واضح المعاني... من اهتدى إلى ما فيه من نور الوحي فقد هداه
الله إلى خير كثير فصلى الله وسلم على محمد طبيب القلوب.



إن الوظيفة الأولى للأئمة والعلماء والدعاة إذن هي إصلاح القلوب عن طريق توحيدها بربها, إصلاح
قلوبهم ومن ثم إصلاحهم لقلوب الناس أو إعانة الناس على إصلاح قلوبهم.



فيبثوا في الأمة روحًا جديدة من الإيمان بالله سبحانه, ويجددون صلة القلوب بالله, والأجسام بالأرواح
والمجتمع بالأخلاق, والعلم بالربانية. ويتركون زينة الدنيا وزخرفها.



فيستطيع أحدهم أن يفعل كما فعل سلطان العلماء العز بن عبد السلام - رحمه الله - وقد طُلب منه
أن يُقَبل يد ملك بلاده ليرضي عنه فقال:
"يا مسكين والله ما أرضاه أن يقبِّل يدي فضلاً عن أن أقبل يده, يا قوم أنتم في واد وأنا في واد".



وكما قال آخر.. وقد عرض عليه ملكُ بلاده أن يقبل شيئًا مما آتاه:
إن الله يصف هذه الدنيا بطولها وعرضها بالقلة والخسة فقال: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ}
[النساء: 77].



ويمد أحدهم – وهو الشيخ سعيد حلبي عالم دمشق - رجله إلى أمير جبار, ويرسل إليه هذا الأمير
صرة من الذهب فيرفضها قائلاً:
"إن من مد رجله لا يمد يده".



وهذا هو شيخ الإسلام رحمه الله يستحقر المُلك فقد قال له الملك الناصر ذات مرة: سمعت بأن
الناس أطاعوك وأنت تفكر في الحصول على الملك! فرد عليه الشيخ قائلاً بصوت عال سمعه الناس
الحاضرون كلهم:
"أنا أفعل ذلك؟ والله إن ملكك وملك المغول لا يساوي عندي فلسًا".



فلا شك أن هؤلاء وأمثالهم - أصحاب النفوس المزكاة - الذين طهروا قلوبهم وتعلقوا بالله وأعرضوا عن
متاع الحياة هم الذين يعينون الناس أمام طغيان المادة العاتية وبدونهم ينهار المجتمع روحيًا وتضعف
الصلة بالله ويفقد الناس الطبيب.



وهنا ملحوظة مهمة:
وهي أن بعض الدعاة إلى الله وطلبة العلم يظنون أن غاية الابتلاء والامتحان هو الأذى الجسدي:
من سجن وتعذيب وأسر وغيرها , أو أذى معنوي من مقاطعة الناس أو عدم استجابة أو سخرية أو
استهزاء وهذا لا شك قصر لمفهوم الابتلاء , وإلا فإن أشد أنواع الابتلاء هو ابتلاء القلب وامتحانه.



وكم رأينا ممن نجح في امتحان الأذى والتعذيب , لكنهم أخفقوا في امتحان القلب , ولذلك كان من
دعاء الراسخين في العلم:
{رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.





توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
ļ ρŕįňšέ€

ļ ρŕįňšέ€
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 1523
الْنِّقَاط : 673
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 15/08/2011
العمر : 31
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع حديث القلوب وقفة مع حديث القلوب Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2011 9:31 pm

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله





شكرا اخي على الموضوع

جزاك الله كل خير






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وقفة مع حديث القلوب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» الحب كرماد القلوب» وقفات مع حديث القرآن عن الوقت 7 رسائل:للـ/د)عمر المقبل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب :: المنتـــــــدى الإسلامـــــــــــــي :: قســـــــــم القرآن وعلومه-



Loading...


المعهد غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي معهد ون ويب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
xml atom feed Rss  1 2  3  4 5 6  7  8  9 10  11  12  13  14  15 16  17 18  19 20  21  22  23  24  25 26  27  28  29 30  31  32  33  34  35  36  37 38  39 40  41  42  43 44  45 46  47  48  49  50  51 52  53  54  55 56  57  58  59  60  61 62  63 64  65  66 67 68  69 70  71  72  73 74  75  76  77 78  79 80  81 82  83  84  85  86  87  88  89 90  91 92  93 94  95  96  97  98  99  100  101  102  103  104  105 106  107  108  109 110  111 112  113 114  115 116  117 118  119  120  121 122  123 124  125  126  127 128  129 130  131 132  133  134  135  136  137  138  139  140  141  142  143 144  145  146  147 148  149 150  151 152  153 154  155  156  157 158  159 160  161  162  163 164  165 166  167 168  169 170  171 172  173 174  175 176  177 178  179 180  181 182  183 184  185 186  187 188  189 190  191 192  192  194  195 196  197 198  199 200  201 202  203  204  205  206  207  208  209  210  211  212  213 214  215  216  217  218  219  220 221  222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233  234 235 236 237 238 239 240 241 242 243244 245246 247248 249 250 251252 253254 255257 258 259 260