سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
بسم الله ,,
السلام عليكم ورحمة الله ,,
قرأت هالتوبيك واعجبني ,,
الأسلوب والطابع الاسلامي في التغيير ,,
" انظروا قليلاً في ما تحرّى النبي صلى الله عليه وسلم من التدرج والترتيب
للبلوغ إلى هذه الغاية ، فقد قام بدعوة الناس – أولاً و قبل كل شيء – إلى
الإيمان ، و أحكمه في قلوبهم ، وأتـقنه على أوسع القواعد و أرحبها ، ثم نشأ
في الذين آمنوا تعليمه و تربيته طبقاً لمقتضيات هذا الإيمان تدرجاً
بالطاعة العملية – أي الإسلام – و الطهارة الخلقية – أي التـقوى – و حب
الله والولاء له – أي الإحسان . ثم شرع بسعي هؤلاء المؤمنين المخلصين
المنظم المتواصل في تحطيم النظام الفاسد للجاهلية القديمة و استبدال نظام
صالح به ، قام على القواعد الخلقية و المدنية المقتبسة من القانون الإلهي
المنزل من الرب تعالى . ثم لما أصبح هؤلاء الذين آمنوا ولبوا دعوته من كل
وجهة – بقلوبهم وأذهانهم ونـفوسهم وأخلاقهم وأفكارهم وأعمالهم – مسلمين
متـقين محسنين بالمعنى الحقيقي ، وانصرفوا بأنفسهم إلى ذلك العمل الذي
ينبغي لعباد الله المخلصين الأوفياء أن ينصرفوا إليه إذن ، وبعد كل ذلك أخذ
النبي صلى الله عليه وسلم يرشدهم إلى ما يزين حياة المتـقين المحسنين من
الآداب والعادات المهذبة في الهيئة والملبس والمأكل والمشرب والمعيشة
والقيام و الجلوس ، وما إلى ذلك من الشؤون الظاهرة . وكأنني به فتن الذهب و
نقاه من الأوساخ و الأقذار أولاً ، ثم طبع عليه بطابع الدينار ، ودرب
المقاتلين أولاً ، ثم كساهم زي القتال . وهذا هو التدرج الصحيح المرضي عند
الله في هذا الباب كما يبدو لكل من تأمل القرآن و الحديث و تبصر فيهما