سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
( اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ )
روى أبو داود (4302) والنسائي (3176) والبيهقي (19068)
عَنْ رَجُلٍ مَنْ أَصْحَابِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ )
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10389) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
ورواه أيضا (882) من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما .
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .
وروى البخاري (2928) ومسلم (2912)
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الْأَعْيُنِ
حُمْرَ الْوُجُوهِ ذُلْفَ الْأُنُوفِ (قصر الأنف مع انبطاحه)
كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ (يعني وجوههم غليظة منبسطة ومدورة) ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ )
وبوب له أبو داود : " باب في النهى عن تهييج الترك والحبشة " .
وليس المقصود بهؤلاء الترك ما اشتهر في هذا الزمان من الأتراك في تركيا ، وقد يكون هؤلاء من جملتهم ،
ولكن المقصود بهم خلق من الناس هذه صفاتهم وهم في الشرق .
وهذا الحديث فيه الأمر بتركهم مدة تركهم ، أي : اتركوهم ما داموا تاركين لكم ، وإذا اعتدوا عليكم
فالدفاع أمر مطلوب ، قال بعض أهل العلم : إن هذا مخصص للنصوص الدالة على قتال الكفار مطلقاً ؛
وذلك لشدة بأسهم وقوتهم وحقدهم الشديد على المسلمين .
"شرح سنن أبي داود" ـ عبد المحسن العباد (25 /65)
وقال السندي رحمه الله :
" أَيْ اُتْرُكُوا الْحَبَشَة
وَالتُّرْك مَا دَامُوا تَارِكِينَ لَكُمْ ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ بِلَاد
الْحَبَشَة وَعِرَة وَبَيْن الْمُسْلِمِينَ
وَبَيْنهمْ مَفَاوِز وَقِفَار وَبِحَار ، فَلَمْ يُكَلِّف الْمُسْلِمِينَ بِدُخُولِ دِيَارهمْ لِكَثْرَةِ التَّعَب .
وَأَمَّا التُّرْك فَبَأْسهمْ
شَدِيد وَبِلَادهمْ بَارِدَة ، وَالْعَرَب وَهُمْ جُنْد الْإِسْلَام
كَانُوا مِنْ الْبِلَاد الْحَارَّة ، فَلَمْ يُكَلِّفهُمْ
دُخُول بِلَادهمْ ، وَأَمَّا
إِذَا دَخَلُوا بِلَاد الْإِسْلَام وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ ، فَلَا يُبَاح
تَرْك الْقِتَال كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ ( مَا وَدعُوكُمْ )
" انتهى .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وفي هذه السنة ( سنة ثلاث وأربعين وستمائة ) كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار
لعنهم الله ، فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة وفرقوا شملهم ، وهزموا من بين أيديهم ، فلم يلحقوهم
ولم يتبعوهم ، خوفا من غائلة مكرهم وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم :
( اتركوا الترك ما تركوكم ) "
انتهى من "البداية والنهاية" (13 /196) .
وهذا النهي عن تهييج الترك والأحباش ، أو ابتدائهم بقتال ، هو من كمال شفقته ورحمته صلى الله
عليه وسلم بأمته ، تصديقا لقوله تعالى :
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
التوبة/ 128
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب