سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
الصراط وأخواتها
نعلم أن مرادفات كلمة الطريق أتت على النحو التالي: إمام – صراط – طريق - سبيل – نهج – فج - جادة (جمعها جدد) – نفق .
أن كل كلمة منها وردت في القرآن في مكانها المناسب والمعنى الذي تأتي
به كل كلمة لا يمكن أن يكون إلا من عند العلي العظيم الذي وضع كل كلمة
بميزانها وبمكانها الذي لا يمكن لكلمة أخرى أن تأتي بنفس معناها.
وجاء معنى كل منها العام على النحو التالي:
1- "إمام":
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"]وهو الطريق العام الرئيسي الدولي الذي يربط بين الدول وليس له مثيل
وتتميز أحكامه في الإسلام بتميز تخومه(حدوده).
وقدسية علامات المرور فيه هي من أهم صفاته.
وهو بتعبيرنا الحاضر الطريق السريع بين المدن (Highway)
وقد استعير هذا اللفظ في القرآن الكريم ليدل علي :
أ- الشرائع : في قوله تعالي(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) (الإسراء آية 71 ) أي كل ما عندهم من شرائع
ب- كتاب الله :في قوله تعالي ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) (يس آية 12) .
2- صراط:
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"]هو كل ممر بين نقطتين متناقضتين كضفتي نهر أو قمتي جبلين.
وفي الإسلام بين الحق والباطل أوبين الضلالة والهداية أو بين الكفر والإيمان.
والصراط واحد لا يتكرر في مكان واحد ولا يثنى ولا يجمع.
وقد استعير في القرآن الكريم ليدل علي :
أ- التوحيد : في قوله تعالي (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ) ( الأنعام آية 161) .(مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ
يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ( الأنعام آية 39)
.(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة آية 7). (فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا) (مريم آية 43 ) .(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) (المؤمنون آية 74 )
, فلا إله إلا الله تنقل من الكفر إلى الإيمان
ب- العدل المطلق لله تعالى : في قوله تعالي (إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ) ( هود آية 56 ) والصراط عموما هو العدل المطلق وما عداه فهو
نسبي , كما أن التوحيد هو العدل المطلق وما عداه فهو نسبي .
3- سبيل:
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"]الطريق الذي يأتي بعد الصراط وهو ممتد طويل آمن سهل لكنه متعدد السبل (سبل جمع سبيل).
وله عناصر ثلاث: ممتد، متحرك ويأخذ إلى غاية.
والسبل في عصرنا الحاضر هي وسائل النقل المتعددة فقد ينطلق الكثيرون من نقطة واحدة قاصدين
آية واحدة لكن منهم من يستقل الطائرة ومنهم السيارة ومنهم الدراجة ومنهم الدواب وغيرها.
وقد استعير في القرآن الكريم ليدل علي :
أ- السبل متعددة :في قوله تعالي) والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (
العنكبوت آية 69) . (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا)( نوح
آية20)السبل متعددة ولكن شرطها أن تبدأ من نقطة واحدة وتصب في نقطة واحدة .
و المذاهب في الإسلام من السبل كلها تنطلق من نقطة واحدة وتصل إلى غاية واحدة.
وسبل السلام تأتي بعد الإيمان والتوحيد بعد عبور الصراط المستقيم.
ب- بمعني حقوق : في قوله تعالي(قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران آية 75 ).
جـ - ابن السبيل: في قوله تعالي (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ
مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (البقرة 215) . و هو
من انقطع عن أهله انقطاعا بعيدا وهدفه واضح ومشروع كالمسافر في تجارة أو
للدعوة فلا تعطى الزكاة لمن انقطع عن أهله بسبب غير مشروع كالخارج في معصية
أو ما شابه.
4- طريق:
الطريق يكون داخل المدينة (طريق جمعه طرق وطرائق).
وللطرق حقوق خاصة بها .
وقد سميت طرقا لأنها تطرق كثيرا بالذهاب والإياب المتكرر من البيت إلى العمل والعكس.
وقد أستعير في القرآن الكريم ليدل علي :
أ- العبادات : في قوله تعالي (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ
مُسْتَقِيمٍ) (الأحقاف آية 30) والطريق في الإسلام هي العبادات التي نفعلها
بشكل دائم كالصلاة والزكاة والصوم والحج والذكر.
ب- الطرائق متعددة : في قوله تعالي (كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) (الجن
آية11) . (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ) (المؤمنون17) .
5- نهج:
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"]عبارة عن ممرات خاصة لا يمر بها إلا مجموعة خاصة من الناس.
وهي كالعبادات التي يختص بها قوم دون قوم مثل نهج القائمين بالليل .
ونهج المجاهدين في سبيل الله ونهج المحسنين وأولي الألباب وعباد الرحمن
فكل منهم يعبد الله تعالى بمنهج معين .
وعلى كل مسلم أن يتخذ لنفسه نهجا معينا خاصا به يعرف به عند الله تعالى
كبر الوالدين والذكر والجهاد والدعاء والقرآن والإحسان وغيرها.
أ- عبادات :لقوله تعالي (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) ( المائدة آية 48 )عبادات يختص بها قوم دون قوم
وإذا لاحظنا وصفها في القرآن وجدنا لها ثلاثة صفات والإنفاق فيها صفة مشتركة.
1- نهج المستغفرين بالأسحار: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق
للسائل والمحروم) ( الذاريات آية 17 - 19 ).
2- ونهج أهل التهجد: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
(السجدة آية 16)
3- ونهج المحسنين (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران آية 134).
6- فج:
وهو الطريق بين جبلين (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ
فَجٍّ عَمِيقٍ (27)) (الحج آية 27) .
7- جادة:
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"] والجادة هي الطريق الذي يرسم في الصحراء أو الجبال من شدة الأثر ومن كثرة سلوكه.
وتجمع على جدد كما وردت في القرآن الكريم (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) (فاطر آية 27 )
8- نفق:
[color:1b96="rgb(65, 105, 225)"]وهو الطريق تحت الأرض.
(فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ) (الأنعام آية 35 ).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ