سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
بسم الله الرحمن الرحيم
ان من بين الأمور التي تمثل من الخطر ما تمثل على مراهقينا و شبابنا مسألة
مشاهدة الأفلام الاباحية اذ أن جميع الدراسات تؤكد أن مشاهدة المناظر
الإباحية ينعكس بشكل خطير على صحة الإنسان، وكذلك على حالته النفسية
والاجتماعية، وبخاصة على بيته وأسرته وزوجته، لنقرأ ما توصلت إليه الدراسات
العلمية.... ما أكثر الأمراض التي عالجها الإسلام بتعاليمه العظيمة، ففي
كل أمر مصلحة ومنفعة، وفي كل نهي ضرر وخطر ومفسدة. وهذه الحكم لم تتضح دفعة
واحدة، بل تكشفها لنا الأبحاث كلما تقدم العلم. ولذلك تتجلى عظمة الإسلام
من خلال تعاليمه وفوائدها طبياً ونفسياً. وربما نعلم كيف حرَّم الإسلام
الفواحش، ورأينا النتائج المدمرة لممارسة الزنا والشذوذ وعلى رأسها داء
الإيدز.
ومن عظمة الإسلام أنه لم يكتفِ بتحريم الفاحشة بل حرَّم النظر لها! وفي ذلك
حكمة كشفتها لنا الدراسات الحديثة، بعدما تفشَّت ظاهرة الأفلام الإباحية
بشكل مرعب! فقد وجدت دراسة أجرتها مجموعة من العلماء في جامعة Heriot Watt
الاسكتلندية، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، قد تدفعهم إلى توقع
المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية في الحياة.
وقالت رئيسة قسم تحليل ونقد الإعلام في كلية الاتصال الجماهيري بجامعة
أريزونا، ماري لوغالسيان، التي قامت بدراسة مماثلة عام 1990، إنه "من الصعب
تحديد أسباب الدوافع الرومانسية في الإنسان، وآثار الأفلام الرومانسية ما
زالت غير مؤكدة، إن النقاش ما زال مستمراً حتى اليوم، حول حقيقة الدور الذي
تلعبه أفلام العنف مثلاً، في التأثير على سلوك الإنسان، لأن البعض يعتقد
أن هذه الأفلام ما هي إلا وسيلة للتنفيس عن العنف والغضب الذي قد يمتلكه
الإنسان في داخله، وهو بالتالي شيء جيد. ولكن غالسيان، التي تلقي باللوم في
فشل علاقاتها الشخصية مع الرجال على هذه النوعية من الأفلام، تحذر الناس
من مشاهدة الكثير منها.
مشاهدة الأفلام الإباحية تسبب الاكتئاب
في دراسة أسترالية حديثة تبين أن الشباب الذين يمضون ساعات طويلة في مشاهدة
الأفلام الإباحية، تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم، فقد قاموا
بدراسة على أشخاص يمضون 12 ساعة أسبوعياً في مشاهدة الأفلام الإباحية،
وتبين أن 30 % منهم مصاب بدرجة عالية من القلق النفسي، و35 مصابون بدرجات
مختلفة من التوتر النفسي.ويحاول المختصون في التربية والطب النفسي أن
يوجهوا نداءً تحذيرياً لمختلف الفئات وبخاصة الشباب، لتجنب النظر إلى
المشاهد الإباحية لأنها تترك آثاراً نفسية كبيرة، وتكون مدخلاً لعلاقات
حقيقية، قد تنتهي بالإيدز أو الأمراض الجنسية الخطيرة. وبالتالي فإن مشاهدة
المشاهد الفاضحة تقود لممارسة الفاحشة وانهيار الأخلاق وزيادة الأمراض،
وبالتالي تسبب خسائر مادية تقدر بالمليارات.
والآن ماذا عن ديننا الحنيف؟
إن الذي يقرأ ويتأمل ما وصل إليه الغرب بعدما تحرر من "قيود الدين" وبعدما
ادعى الحرية، وإن الذي يطلع على الإحصائيات المرعبة لعدد الإصابات بالإيدز،
ويطلع على النتائج السلبية التي وصل إليها العالم الغربي مثل العنف الأسري
والاغتصاب والانتحار وغير ذلك، يدرك على الفور أن التعاليم الإسلامية هي
الصحيحة، وأن الإنسان عندما يبتعد عن طريق الله فلن يجد إلا الأمراض
والاكتئاب والخسارة. ويدرك أيضاً أن النظام الذي وضعه الملحدون خاطئ
تماماً، ويدرك بالمقابل عظمة تعاليم الإسلام.
فالقرآن يأمرنا أن نتجنب النظر إلى ما حرَّم الله، وانظروا معي إلى هذا
النداء الإلهي الرحيم، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وخاطب النساء بالمقابل
فقال: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ
مِنْهَا) [النور: 31]. وهذا يعني أن القرآن أوجد علاجاً للمشاكل النفسية
التي تسببها مشاهدة المناظر الإباحية، وبالتالي جنَّبنا الله تعالى الكثير
من الأمراض، وهذا من رحمة الله بعباده. ولأن الله يريد أن يطهرنا:
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27]،
ولذلك عندما نتأمل النداءات التي يطلقها الغرب اليوم لمكافحة الإدمان على
ممارسة الفاحشة والنظر إلى الأفلام الإباحية، هذه الدعوة أطلقها القرآن قبل
أربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ
فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [الإسراء: 32]. ويقول أيضاً: (وَلَا
تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ
بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 151].ولذلك يحقُّ لنا ونحن نرى
عظمة هذه التعاليم، أن نفتخر بانتمائنا لهذا الدين الحنيف، وأن نطبق كل ما
جاء به، لأن فيه الخير والفائدة، وأن ننتهي عن كل ما نهانا عنه لأن الله
يريد لنا السعادة في الدنيا والآخرة، فهل نتوب إلى الله من ذنوبنا
وإسرافنا؟ إذاً لنستمع إلى هذا النداء الإلهي لكل مذنب يخاطبه ربه وهو أرحم
الراحمين، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم) [الزمر: 53].
بقلم عبد الدائم الكحيل
باب النقاش مفتوح لكم عن هذه الظاهرة التي تعصف بشباب المسلمين
فاتحين القوس عن أسبابها و طرق معالجتها