سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
هؤلاء هم الرجال حقا
لماذا أسامة بن زيد ؟؟
============
إن أسامة بن زيد لمن أحب الناس إلىّ , و إنى لأرجو ان يكون من صالحيكم , فاستوصوا به خيرا
قائل هذه العبارة هو رسول الله صل الله عليه و سلم لذلك لم يكن غريبا أن ينال لقب : الحب بن الحب
ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة
قائل هذه العبارة جموع المسلمين
و عن سيدنا أسامة قال سيدنا عمر لولده "عبد الله" رضى الله عنهما : إن
أسامه كان أحب إلى رسول الله صل الله عليه و سلم منك , و أبوه كان أحب إلى
رسول الله من أبيك
فمن هذا الذى بلغ هو و أبوه من قلب الرسول و حبه مالم يبلغه بن عمر و مالم يبلغه عمر ذاته
اقرأ معى نشأته و صفاته
نشأته و شكله
========
والده :
ولد سيدنا أسامة لأب مسلم و هو سيدنا زيد بن حارثه خادم النبى الذى فضل
البقاء مع رسول الله بدلا من أن يذهب مع أبيه و أمه .... و وقف به النبى
وسط جموع الصحابة و قال : أشهدكم أن زيدا هذا ابنى يرثنى و أرثه " ..... و
ظل اسمه زيد بن محمد حتى أبطل القرآن الكريم عادة التبنى
والدته :
هى أم أيمن خادمة النبى و حاضنته
شكله :
لم يكن شكله الخارجى يؤهله لشئ .... أى شئ
فهو كما يصفه الرواة و المؤرخون : أسود أفطس
فهذا هو اسامة بن زيد يمثل فى الدين الجديد ضحايا الألوان الذين جاء الإسلام ليضع عنهم التفرقة
فهذا الأسود الأفطس يأخذ فى قلب النبى و فى صفوف المسلمين مكانا عاليا لأن
الدين قد صحح معايير الآدمية و الأفضلية بين الناس فقال " إن أكرمكم عند
الله أتقاكم
و هكذا رأينا رسول الله صل الله عليه و سلم يدخل مكة يوم الفتح و خلفه هذا
الأسود الأفطس سيدنا أسامه ثم رأيناه يدخل الكعبة فى أكثر ساعات الإسلام
روعة و فوزا و عن يمينه سيدنا بلال و عن يساره سيدنا أسامه ... يجمع بينهما
البشرة السوداء الداكنة و لكن يجمع بينهم أيضا كلمة الله التى يحملانها فى
قلبيهما الكبيرين و التى أسبغت عليهما كل الشرف و الرفعة
فلندع الشكل الخارجى لأسامه إذن ... لندع بشرته السمراء و أنفه الأفطس
و لننظر ماذا كان فى ولائه ؟ ماذا كان فى افتدائه ؟ فى عظمة نفسه و امتلاء حياته ؟
صفاته
===
كان رضى الله عنه مالكا لكل الصفات العظيمة التى تجعله قريبا من قلب الرسول و كبيرا فى عينيه
1- فهو ابن مسلمين كريمين من أوائل المسلمين سبقا إلى الإسلام و من أكثرهم
ولاءا للرسول و قربا منه و هو من أبناء الإسلام الحنفاء الذين ولدوا فيه و
تلقوا رضاعتهم الأولى من فطرته النقية دون أن يدركهم من غبار الجاهلية
المظلمة شئ
2- و هو رضى الله عنه على صغر سنه مؤمن صلب و مسلم قوى يحمل كل تبعات إيمانه و دينه بولاء و عزيمه
3- و هو مفرط فى الذكاء
4- مفرط فى التواضع
5- ليس لتفانيه فى سبيل الله حدود
قائدا على أبى بكر و عمر ؟؟؟؟
==================
قبل أن يتجاوز العشرين أمّر رسول الله أسامة بقيادة جيش بين أفراده و جنوده أبو بكر و عمر
فاستكثر بعض المسلمين على الفتى الشاب إمارة جيش فيه شيوخ الأنصار و كبار المهاجرين
و بلغ همسهم رسول الله فقال : إن بعض الناس يطعنون فى إمارة أسامه بن زيد
و لقد طعنوا فى إمارة أبيه من قبل
و إن اسامة لخليق بها
و إنه لمن أحب الناس إلىّ بعد أبيه
و إنى لأرجو أن يكون من صالحيكم
فاستوصوا به خيرا
و لكن توفى الرسول صلى الله عليه و سلم قبل أن يتحرك الجيش إلى غايته و لكنه كان قد ترك وصيته لأصحابه :
أنفذوا بعث أسامه
أنفذوا بعث أسامه
و قدس الخليفة أبو بكر الوصية رغم الظروف الجديدة التى خلفتها وفاة الرسول
فأصر على انجاز وصيته و أمره فتحرك جيش أسامة إلى غايته بعد أن استأذنه
الخليفة أن يدع عمر إلى جواره فى المدينة
و بينما كان امبراطور الروم هرقل يتلقى خبر وفاة الرسول تلقى فى نفس الوقت
خبر الجيش الذى يتحرك إلى حدود الشام بقيادة أسامه بن زيد فحيره أن يكون
المسلمون من القوة بحيث لا يؤثر موت رسولهم فى خططهم و مقدرتهم و هكذا
انكمش الروم ولم يعودو يتخذون من حدود الشام نقطة غزو على مهد الإسلام فى
الجزيرة العربية
و عاد الجيش بلا ضحايا
و قال المسلومن يومئذ : ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامه
درس حياته
======
قبل وفاة الرسول بعامين بعثه عليه السلام أميرا على سرية خرجت للقاء بعض
المشركين و كانت تلك أول إمارة يتولاها اسامة و لقد أحرز النجاح و الفوز
و يقول اسامة :
فأتيت النبى صلى الله عليه و سلم و قد أتاه البشير بالفتح فإذا هو متهلل وجهه فأدنانى منه ثم قال : حدثنى
فجعلت أحدثه و ذكرت انه لما انهزم القوم أدركت رجلا و أهويت إليه بالرمح فقال لا اله إلا الله فطعنته و قتلته
فتغير وجه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال :
ويحك يا أسامه !
فكيف لك بلا اله إلا الله ؟؟
ويحك يا أسامه !
فكيف لك بلا اله إلا الله ؟؟
و ظل يكررها على حتى لو وددت أنى انسلخت من كل عمل عملته و استقبلت الإسلام
يومئذ من جديد ... فلا و الله لا أقاتل أحدا قال لا اله إلا الله بعدما
سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم
حفر هذا الدرس فى ذهن سيدنا أسامة حتى إذا حدثت الفتنة التزم الحياد التام و
كان يبصر الحق مع سيدنا على و لكن كيف يقاتل من قال لا اله إلا الله
وفاته
===
فى العام الرابع و الخمسين للهجرة و فى ظل خلافة معاوية اشتاق الحب بن الحب
للقاء ربه و تلملت روحه بين جوانحه و فتحت أبواب الجنان لتستقبل واحدا من
الأبرار المتقين
محطات فى قصته
==========
من خلال ما سردناه فى قصة اسامة .... حاول أن تسقط منها شيئا على حياتك
مهما كانت ظروفك و مهما كان شكلك الخارجى و مهما كان والداك فإن أكرمكم عند الله أتقاكم
و أما ما دون ذلك فلا تهتم به
من القصه نرى أن صفات الإنسان الكريمة من الذكاء و التواضع و القوة و
الإيمان هى ما تجعلك قريبا من الله و رسوله و ليس نسبك أو قرابتك
ليست العبره بالسن أبدا فها هو على رأس جيش و لم يتجاوز العشرين
رحمك الله يا أسامه .... قدوة الشباب و ليت من بيننا من هو مثلك فى صفاتك و ذكاءك و دفاعك عن الإسلام بكل ما أوتينا من قوة
مصدر القصص هو كتاب اصحاب الرسول للشيخ محمود المصري