سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
الحمد لله رب العالمين الملك
القدوس السلام ، العزيز الجبار رب الأنام ، والصلاة والسلام على رسوله
الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسِلَ على فترةٍ من الرسل ، نذيرًا
وبشيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون.
أما بعد,,,
اللهُ واحِدٌ أحَدٌ لا مثيلَ لهُ خالِقٌ عظيمٌ تتصاغَرُ المُلوكُ لهُ
لوْلاهُ لَما عَلِمنا دينًا وَلا يقينًا ولَكُنَّا لجهنَّمَ وقوًدا مَحروقًا مـــآلُهُ
الأعمارُ وإنْ طالت يا إخوتي قصيرة ، فما هي الستينَ والسبعينُ أمامَ الخلودِ الدائمِ ؟
فإذا دخلنا الجنانَ مُنَعَّمين كأنَّنا لم نكُن في الدنيا يومًا ، ولو
عُذِّبنا والعياذ بالله فما نعيم الدنيا بدائمٍ ولا له فضلٌ ولا ينصرُنا
كثرة المال والعيال والجاه ولا القصور ولا الجنود والعدد الكثير.
يا أخي الكريم ويا أختي الفاضلة سارعوا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن
رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136) سورة آل عمران
فترى الله عز وجل مدح عباده المتقين وذكر من صفاتهم الإنفاق في السراء
والضراء يعني يتصدقون في اليسر والعسر ، سواء كان عندم مالٌ أو كانوا
يمُرُّون بحالةِ فقرٍ.
والذين يكظمون غيظهم ، قال الإمام أحمد « 3/440 » حدثنا عبد الله بن يزيد
قال حدثنا سعيد حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء ورواه أبو داود « 4777 » والترمذي « 2021 » وابن ماجة « 4186 »
والعفو عن الناس وهو أفضل التقوى ، قال تعالى (وَإِن
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ
فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ
الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة آية 237 يعني من عفا فهو أفضل له.
ألا ترون أنَّ بعضنا يموت قبل ولادته وآخر يُؤخَّرُ إلى مائة عامٍ ، وقد
ترى الشخص يعيش بين الستين إلى السبعين بصحة موفورة ، وآخر على عمر العشرين
يعاني الامراض عافا الله وإيََّاكُم
وقد كان لي صديقٌ توفي منذ ثلاث سنين في الشهر الخامس لعام 2008 الميلادي ،
كان عُمُرُهُ 21 سنة تُوفِي في حادثٍ سيرٍ ، فهل كان هذا يظنُّ أنْ لن
يرجع إلى أهله ؟ ألم يكُن هذا وأمثاله يرغبون في طول العمر والعمل والزواج
وتكثير الذرية ؟ رحمه الله وجميع المسلمين ، فلا يغترَّ أحدٌ بعمره ويقول
أنا صغير والموت منِّي بعيدٌ فإنًّ الموتَ أقرب إلى أحدِكُم مِمَّا يظُنُّ.
(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ
كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ
هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ
مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ
لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) سورة النساء آية 78
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا
رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن
مِّنَ الصَّالِحِينَ(10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء
أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(11) سورة المنافقين
أي لا ينفع العمل الصالح إذا جاء الموت ولم تكن النفسُ عملت قبلُ في حياتها خيرًا.
فاستثمروا هذا العمر في صالح الأعمال..
إذا كُنت جالسًا يا أخي فلا تنسَ نفسك من ذكر الله ولا تغفل أبدًا ، وعليك بالتزام الجماعات في المساجد.
وماذا عن رمضان ؟؟ لقد جاءك شهرٌ كُلُّهُ خيرٌ فاستغلَّهُ بالحفاظ على
الصلاة ، واتقاء الفُحْشِ في صومِكَ ، واحفظ لسانك من الغيبة والنميمة وذكر
الآخرين بما يَسوؤُهُمْ.
وأكثر من الصدقات كُلَّما وجدتَّ عندكَ مالًا زائِدًا عن الحاجة ، فإنََّ
المؤمن في ظلِّ صدقته يوم القيامة ، ِلما ثبت في الصحيحين « خ 660 م 1031 »
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجلان تحابا في
الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يرجع
إليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فقال إني أخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه.
وإذا قدرت على الحج بنفقته واستطاعةٍ فأسْرِع قبل فوات الأوانِ ، واعتمر
فإنَّ لها فضلًا ، ورد في حديث الصلاة (للصلاة ، والجمعة للجمعة ، ورمضان
لرمضان والعمرة للعمرة كفَّاراتٌ لما بينهما ما اجتنبت الكبائر) أو كما قال
عليه الصلاة والسلام.
جاء في الحديث الصحيح أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل
فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء
وهذه الآية كقوله « أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم
ويعلم الصابرين » ومثلها في سورة براءة وقال في البقرة « أم حسبتم أن
تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء
وزلزلوا حتى يقول الرسول الذين أمنوا معه متى نصر الله إلا أن نصر الله
قريب »
وقوله
« أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
» أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في
سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء وقوله « ولقد كنتم تمنون الموت من قبل
أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون » أي قد كنتم ايها المؤمنون قبل هذا
اليوم تتمنون لقاء العدو وتحترقون عليه وتودون مناجزتهم ومصابرتهم فها قد
حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه فدونكم فقاتلوا وصابروا وقد ثبت في
الصحيحين « خ 2965 م 1742 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا وأعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. (1)
(1) تفسير ابن كثير
هذا والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا
القدوس السلام ، العزيز الجبار رب الأنام ، والصلاة والسلام على رسوله
الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسِلَ على فترةٍ من الرسل ، نذيرًا
وبشيرًا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون.
أما بعد,,,
اللهُ واحِدٌ أحَدٌ لا مثيلَ لهُ خالِقٌ عظيمٌ تتصاغَرُ المُلوكُ لهُ
لوْلاهُ لَما عَلِمنا دينًا وَلا يقينًا ولَكُنَّا لجهنَّمَ وقوًدا مَحروقًا مـــآلُهُ
الأعمارُ وإنْ طالت يا إخوتي قصيرة ، فما هي الستينَ والسبعينُ أمامَ الخلودِ الدائمِ ؟
فإذا دخلنا الجنانَ مُنَعَّمين كأنَّنا لم نكُن في الدنيا يومًا ، ولو
عُذِّبنا والعياذ بالله فما نعيم الدنيا بدائمٍ ولا له فضلٌ ولا ينصرُنا
كثرة المال والعيال والجاه ولا القصور ولا الجنود والعدد الكثير.
يا أخي الكريم ويا أختي الفاضلة سارعوا إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ(133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ(134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ(135) أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن
رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136) سورة آل عمران
فترى الله عز وجل مدح عباده المتقين وذكر من صفاتهم الإنفاق في السراء
والضراء يعني يتصدقون في اليسر والعسر ، سواء كان عندم مالٌ أو كانوا
يمُرُّون بحالةِ فقرٍ.
والذين يكظمون غيظهم ، قال الإمام أحمد « 3/440 » حدثنا عبد الله بن يزيد
قال حدثنا سعيد حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء ورواه أبو داود « 4777 » والترمذي « 2021 » وابن ماجة « 4186 »
والعفو عن الناس وهو أفضل التقوى ، قال تعالى (وَإِن
طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ
فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ
الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) سورة البقرة آية 237 يعني من عفا فهو أفضل له.
ألا ترون أنَّ بعضنا يموت قبل ولادته وآخر يُؤخَّرُ إلى مائة عامٍ ، وقد
ترى الشخص يعيش بين الستين إلى السبعين بصحة موفورة ، وآخر على عمر العشرين
يعاني الامراض عافا الله وإيََّاكُم
وقد كان لي صديقٌ توفي منذ ثلاث سنين في الشهر الخامس لعام 2008 الميلادي ،
كان عُمُرُهُ 21 سنة تُوفِي في حادثٍ سيرٍ ، فهل كان هذا يظنُّ أنْ لن
يرجع إلى أهله ؟ ألم يكُن هذا وأمثاله يرغبون في طول العمر والعمل والزواج
وتكثير الذرية ؟ رحمه الله وجميع المسلمين ، فلا يغترَّ أحدٌ بعمره ويقول
أنا صغير والموت منِّي بعيدٌ فإنًّ الموتَ أقرب إلى أحدِكُم مِمَّا يظُنُّ.
(أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ
كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ
هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ
مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ
لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) سورة النساء آية 78
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا
رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن
مِّنَ الصَّالِحِينَ(10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء
أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(11) سورة المنافقين
أي لا ينفع العمل الصالح إذا جاء الموت ولم تكن النفسُ عملت قبلُ في حياتها خيرًا.
فاستثمروا هذا العمر في صالح الأعمال..
إذا كُنت جالسًا يا أخي فلا تنسَ نفسك من ذكر الله ولا تغفل أبدًا ، وعليك بالتزام الجماعات في المساجد.
وماذا عن رمضان ؟؟ لقد جاءك شهرٌ كُلُّهُ خيرٌ فاستغلَّهُ بالحفاظ على
الصلاة ، واتقاء الفُحْشِ في صومِكَ ، واحفظ لسانك من الغيبة والنميمة وذكر
الآخرين بما يَسوؤُهُمْ.
وأكثر من الصدقات كُلَّما وجدتَّ عندكَ مالًا زائِدًا عن الحاجة ، فإنََّ
المؤمن في ظلِّ صدقته يوم القيامة ، ِلما ثبت في الصحيحين « خ 660 م 1031 »
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجلان تحابا في
الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يرجع
إليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فقال إني أخاف الله رب العالمين ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه.
وإذا قدرت على الحج بنفقته واستطاعةٍ فأسْرِع قبل فوات الأوانِ ، واعتمر
فإنَّ لها فضلًا ، ورد في حديث الصلاة (للصلاة ، والجمعة للجمعة ، ورمضان
لرمضان والعمرة للعمرة كفَّاراتٌ لما بينهما ما اجتنبت الكبائر) أو كما قال
عليه الصلاة والسلام.
جاء في الحديث الصحيح أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل
فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء
وهذه الآية كقوله « أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم
ويعلم الصابرين » ومثلها في سورة براءة وقال في البقرة « أم حسبتم أن
تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء
وزلزلوا حتى يقول الرسول الذين أمنوا معه متى نصر الله إلا أن نصر الله
قريب »
وقوله
« أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين
» أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في
سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء وقوله « ولقد كنتم تمنون الموت من قبل
أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون » أي قد كنتم ايها المؤمنون قبل هذا
اليوم تتمنون لقاء العدو وتحترقون عليه وتودون مناجزتهم ومصابرتهم فها قد
حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه فدونكم فقاتلوا وصابروا وقد ثبت في
الصحيحين « خ 2965 م 1742 » أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا وأعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. (1)
(1) تفسير ابن كثير
هذا والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا