سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى
في يوم الأحد 18/3/1430هـ تشرفتُ بزيـــــــــــارة فضيلة الشيخ ....
وذلك أداء لبعض حقه إثر عملية جراحية أجراها فضيلته، فكانت زيارة حافلة ماتعــــــــــــــــةً، وكان أجمل ما فيها حديث الشيخ عن القرآن، وعلاقتــــــــــــــه به،
وكان مما جرى في اللقاءأمور، أذكر منها ما يخص هذا الملتقى المبارك، وهي قصة أنشرها خصيصاً
لأهيل هذا الملتقى الذين استفدتُ منه كثيراً،وهذا بعض حقهم، لعل الله تعالى أن ينفع بهـــــــــــــــــا:
وأناأدلفُ إلى منزل صاحبنا تذكرتُ قصةً قصيرة جداً، لكنها معبرةٌ، كنتُ قد قرأتُهاقديماً
وهي: أن معروفاً الكرخي _رحمه الله_ ذكر عندالإمام أحمـــــــــــــــــد، فقيل: قصير العلم!
فقـــــــــــــــــــال: أمسك!!
وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليـــــــــــه معروف؟!.
وسألَ عبدالله بن الإمـــــــــــام أحمد أباه مرةً:
هل كان مع معروف شيء من العلــــــــــم؟
قال: يـــــــــــــا بني!
كان معــه رأس العلم خشيــــــــــــــــــة الله!
تذكرتُ ذلك؛ لأن بعض طلاب العلم ينظرون إلىهذا النوع من الشيوخ الذين غلب عليهم التعبد
ـ معمشاركتهم الجيدة في العلوم ـ
نظرةً كتلك النظرة التيأثيرت في مجلس الإمـــــــام أحمد فيقال لهؤلاء ما قالهالإمــــــــــــــام حقاً وصدقاً أحمد بن حنبل _رحمه الله : _
وهل يراد من العلم إلا ما وصل هذا الشيخ ـ الذي هو محور قصتنا ـ ؟ ولا أزكيـــــــــــه على الله.
إنه من الشيوخ النوادر الذين رأيتُهم قد جمعوابين العلم والعبـــــــــادة والدعوة ـ أيــــــــــــــــــام نشاطه ـ ..
أي الذين أخذ بثلاثيـــــــــــــــــــ ة النجــاة _بإذن الله : _
العلم {اقْرَأْ بِـــــــــــــــــاسْمِ رَبِّكَ}
والعبـــــــــــــــــــا دة {قُمِ اللَّيْلَ}
والدعوة {قُمْ فَـــــــــــــــأَنْذِرْ}
عُرِفَ عنه ـ حفظه الله وعافاه ـ ضبطه لحفظه لكتاب الله، وهو من أهل قيـــــــــــــــــــام الليل.
حدثني ابنــــــــــــــه: أنه يقوم نحواً من ثلاثساعات في الليل، صيفاً وشتاءً بل إنه لم يد عقيام الليل في ليلة عرسه كما حدثتني بذلك أمي ـ والكلام لصاحبي ـ.
وقال لي والدي مرةً أيــــــــــــــــام كان في المستشفى:
أنا أفرح إذا لم يــــــــــــــــــــأتني النوم!
أتــــــــــــــــــــــد ري لماذا؟!
لأني أجدهافرصةً لقرآءة القرآن وقيـــــــــــام الليل!
(يقول هذا وهومريض ومنوم في المستشفى)!
أجرى هذا الشيخ عملية جراحية في رأسه قبل بضعة أشهر كان من آثارها ضعفٌ يسير في ذاكرته،أثّر عليه ذلك في حفظه فلم يعد يعهـــــــــــده كما كان في الضبطِ والإتقــــــــــــــان.
يقول لي هــــــــــــــــــــــذا الشيخ:
ضاق صدري جـــــــــــــداً، مع علمي بأن هذا ليس بسبب تفريطي، وليس لي به طاقـــــــــــــة وأنا لا أجد للدنياطعماً بـــــــــــــــــــدون القرآن ..
فتضرعتُ إلى ربي ليالٍ كثيرة ودعوته، وصرتُ أصيح صيـــــــــــــــــاحاً:
يا رب!
يا رب!
لا أريد أن يضعف حفظي لكتابك يا رب!
يقول هـــــــــــــــــذا الشيخ:
فما هي إلا عشرون ليلة حتى قد جاء الفرج ..
فعاد الحفظ كما كنتُ أعهــــــــــــــــــــده ..
والحمــــــــــــــــــــ د لله رب العالمين.
فلا إلـــــــــــــــــــــــ ـــــه إلا الله ..
إني لأحسبُ هذا من صدقــــــــــــــــــه مع الله حال رخائه فصدقه الله حين تضرع إليــــــــــه، ولا أزكيه على الله تعـــــــــــــــــــــــ الى ..
وقد حدثني أحد أبنائــــــــــــــــه:
أنه أثناء حالات الإغمـــــــــــــــاء التي مرّت بوالدي، يقول: كنتُ أقرأ عليه بعض الآيات ـ من بـــــــــــــاب الرقية ـ فإذا أخطـــــــــــــــأت ردّ علي!
يرد علي وهو لا يشعر بما حوله، فكأن القرآن مسجل في رأسه تسجيــــــــــــــلاً (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيــــــــــــهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[الجمعة : 4]).
مضى الحديث مع هذا الشيخ العابـــــــــــــــــد سريعاً،
فقلتُ له ـ قبـــــــــــــــــل أن أنصرف ـ:
أوصني يـــــــــــــــــا فضيلة الشيخ!
فقال: يا أبـــــــــــــــــا عبدالله احفظ عني هذه الوصـــــــــــــــاياالثلاث:
الأولى:
الله .. الله بـــــــــــــالنية ، فكما تتفقد طعامك وشرابك إذا جاع بطنك، فتفقـــــــــــــد نيتك، فهي غذاءقلبك،
وما قيمـــــــــــة العمل بدونهــــــــــــــــــــ ـــــا؟!
والثانيــــــــــــــــــ ـــة:
عليك بتعاهد حفظك من القرآن، فوالله إن هذا من أعظمالمنن .. ثم ذكر الشيخ تحسره، وألمه على أكثر من يتخرجون أو من يقال عنهم: إنهم قدحفظوا القرآن! لا ضبط، ولا مراجعـــــــــــة!!
حتى إذا أراد أن يقرأ تلفت هل حوله مصحف أم لا ؟! أهذا حفظٌ؟!
الثالثـــــــــــــــــــ ــــة:
أوصيك ـ وأنت ذو عيال ـ أن تكثر وتردد وتلح على دعاءين ـ هما من القرآن ـ فقد وجــــــــــــــدتُ لهما أثراً كبيراً في نفسي وحياتي:
الدعـــــــــــــــــــــ ـــاء الأول:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّــــــــــــــا تِنَا قُرَّةَأَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًــــــــــــــــــ ا} [الفرقان : 74]
الدعـــــــــــــــــــــ ــــاء الثاني:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف : 15].
عندها .. ودعتُ هذا الشيخ، وسألتُ الله لي وله الثبات وحسنالختام وغبطته ـ والله ـ كثيراً على ما هو فيه منن عيم مع كتاب الله تعالى.
ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنــــــــــــــة،ولعلمي بكراهته لذكرت اسمه فسأكتمه حتى تأتي الساعة المناسبة للتصريح باسمــــــــــــــــه.
والحمــــــــــــــــــــ ـــد لله رب العالمين ..
كتبه:
عمر بن عبدالله المقبل..
..أستاذ مساعد في كلية الشريعة
جامعة القصيم..
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى
في يوم الأحد 18/3/1430هـ تشرفتُ بزيـــــــــــارة فضيلة الشيخ ....
وذلك أداء لبعض حقه إثر عملية جراحية أجراها فضيلته، فكانت زيارة حافلة ماتعــــــــــــــــةً، وكان أجمل ما فيها حديث الشيخ عن القرآن، وعلاقتــــــــــــــه به،
وكان مما جرى في اللقاءأمور، أذكر منها ما يخص هذا الملتقى المبارك، وهي قصة أنشرها خصيصاً
لأهيل هذا الملتقى الذين استفدتُ منه كثيراً،وهذا بعض حقهم، لعل الله تعالى أن ينفع بهـــــــــــــــــا:
وأناأدلفُ إلى منزل صاحبنا تذكرتُ قصةً قصيرة جداً، لكنها معبرةٌ، كنتُ قد قرأتُهاقديماً
وهي: أن معروفاً الكرخي _رحمه الله_ ذكر عندالإمام أحمـــــــــــــــــد، فقيل: قصير العلم!
فقـــــــــــــــــــال: أمسك!!
وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليـــــــــــه معروف؟!.
وسألَ عبدالله بن الإمـــــــــــام أحمد أباه مرةً:
هل كان مع معروف شيء من العلــــــــــم؟
قال: يـــــــــــــا بني!
كان معــه رأس العلم خشيــــــــــــــــــة الله!
تذكرتُ ذلك؛ لأن بعض طلاب العلم ينظرون إلىهذا النوع من الشيوخ الذين غلب عليهم التعبد
ـ معمشاركتهم الجيدة في العلوم ـ
نظرةً كتلك النظرة التيأثيرت في مجلس الإمـــــــام أحمد فيقال لهؤلاء ما قالهالإمــــــــــــــام حقاً وصدقاً أحمد بن حنبل _رحمه الله : _
وهل يراد من العلم إلا ما وصل هذا الشيخ ـ الذي هو محور قصتنا ـ ؟ ولا أزكيـــــــــــه على الله.
إنه من الشيوخ النوادر الذين رأيتُهم قد جمعوابين العلم والعبـــــــــادة والدعوة ـ أيــــــــــــــــــام نشاطه ـ ..
أي الذين أخذ بثلاثيـــــــــــــــــــ ة النجــاة _بإذن الله : _
العلم {اقْرَأْ بِـــــــــــــــــاسْمِ رَبِّكَ}
والعبـــــــــــــــــــا دة {قُمِ اللَّيْلَ}
والدعوة {قُمْ فَـــــــــــــــأَنْذِرْ}
عُرِفَ عنه ـ حفظه الله وعافاه ـ ضبطه لحفظه لكتاب الله، وهو من أهل قيـــــــــــــــــــام الليل.
حدثني ابنــــــــــــــه: أنه يقوم نحواً من ثلاثساعات في الليل، صيفاً وشتاءً بل إنه لم يد عقيام الليل في ليلة عرسه كما حدثتني بذلك أمي ـ والكلام لصاحبي ـ.
وقال لي والدي مرةً أيــــــــــــــــام كان في المستشفى:
أنا أفرح إذا لم يــــــــــــــــــــأتني النوم!
أتــــــــــــــــــــــد ري لماذا؟!
لأني أجدهافرصةً لقرآءة القرآن وقيـــــــــــام الليل!
(يقول هذا وهومريض ومنوم في المستشفى)!
أجرى هذا الشيخ عملية جراحية في رأسه قبل بضعة أشهر كان من آثارها ضعفٌ يسير في ذاكرته،أثّر عليه ذلك في حفظه فلم يعد يعهـــــــــــده كما كان في الضبطِ والإتقــــــــــــــان.
يقول لي هــــــــــــــــــــــذا الشيخ:
ضاق صدري جـــــــــــــداً، مع علمي بأن هذا ليس بسبب تفريطي، وليس لي به طاقـــــــــــــة وأنا لا أجد للدنياطعماً بـــــــــــــــــــدون القرآن ..
فتضرعتُ إلى ربي ليالٍ كثيرة ودعوته، وصرتُ أصيح صيـــــــــــــــــاحاً:
يا رب!
يا رب!
لا أريد أن يضعف حفظي لكتابك يا رب!
يقول هـــــــــــــــــذا الشيخ:
فما هي إلا عشرون ليلة حتى قد جاء الفرج ..
فعاد الحفظ كما كنتُ أعهــــــــــــــــــــده ..
والحمــــــــــــــــــــ د لله رب العالمين.
فلا إلـــــــــــــــــــــــ ـــــه إلا الله ..
إني لأحسبُ هذا من صدقــــــــــــــــــه مع الله حال رخائه فصدقه الله حين تضرع إليــــــــــه، ولا أزكيه على الله تعـــــــــــــــــــــــ الى ..
وقد حدثني أحد أبنائــــــــــــــــه:
أنه أثناء حالات الإغمـــــــــــــــاء التي مرّت بوالدي، يقول: كنتُ أقرأ عليه بعض الآيات ـ من بـــــــــــــاب الرقية ـ فإذا أخطـــــــــــــــأت ردّ علي!
يرد علي وهو لا يشعر بما حوله، فكأن القرآن مسجل في رأسه تسجيــــــــــــــلاً (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيــــــــــــهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[الجمعة : 4]).
مضى الحديث مع هذا الشيخ العابـــــــــــــــــد سريعاً،
فقلتُ له ـ قبـــــــــــــــــل أن أنصرف ـ:
أوصني يـــــــــــــــــا فضيلة الشيخ!
فقال: يا أبـــــــــــــــــا عبدالله احفظ عني هذه الوصـــــــــــــــاياالثلاث:
الأولى:
الله .. الله بـــــــــــــالنية ، فكما تتفقد طعامك وشرابك إذا جاع بطنك، فتفقـــــــــــــد نيتك، فهي غذاءقلبك،
وما قيمـــــــــــة العمل بدونهــــــــــــــــــــ ـــــا؟!
والثانيــــــــــــــــــ ـــة:
عليك بتعاهد حفظك من القرآن، فوالله إن هذا من أعظمالمنن .. ثم ذكر الشيخ تحسره، وألمه على أكثر من يتخرجون أو من يقال عنهم: إنهم قدحفظوا القرآن! لا ضبط، ولا مراجعـــــــــــة!!
حتى إذا أراد أن يقرأ تلفت هل حوله مصحف أم لا ؟! أهذا حفظٌ؟!
الثالثـــــــــــــــــــ ــــة:
أوصيك ـ وأنت ذو عيال ـ أن تكثر وتردد وتلح على دعاءين ـ هما من القرآن ـ فقد وجــــــــــــــدتُ لهما أثراً كبيراً في نفسي وحياتي:
الدعـــــــــــــــــــــ ـــاء الأول:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّــــــــــــــا تِنَا قُرَّةَأَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًــــــــــــــــــ ا} [الفرقان : 74]
الدعـــــــــــــــــــــ ــــاء الثاني:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف : 15].
عندها .. ودعتُ هذا الشيخ، وسألتُ الله لي وله الثبات وحسنالختام وغبطته ـ والله ـ كثيراً على ما هو فيه منن عيم مع كتاب الله تعالى.
ولولا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنــــــــــــــة،ولعلمي بكراهته لذكرت اسمه فسأكتمه حتى تأتي الساعة المناسبة للتصريح باسمــــــــــــــــه.
والحمــــــــــــــــــــ ـــد لله رب العالمين ..
كتبه:
عمر بن عبدالله المقبل..
..أستاذ مساعد في كلية الشريعة
جامعة القصيم..