سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله
أشهر كتب التفسير بالأثر والرأي:
هذا
المبحث يحتوي على نبذة موجزة عن أشهر كتب التفسير بالأثر والرأي تتناول
التعريف بمؤلفيها وبيان طريقتهم في التفسير، وما تمتاز به هذه التفاسير وما
يلاحظ عليها. وقد قسمنا هذه التفاسير إلى تفاسير بالأثر وتفاسير بالرأي
ولا يعني ذلك خلو تفاسير الأثر عن الرأي وخلو تفاسير الرأي عن الأثر فكل
تفسير يجمع بين الرأي والأثر ولكن تقسيمنا مبني على الغالب فما يغلب عليه
الأثر جعلناه من تفاسير الأثر، وما يغلب عليه الراي جعلناه من تفاسير
الرأي.
أ – أشهر كتب التفسير بالأثر:
1 – جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
هو
الإِمام الحافظ المفسر المحدث الفقيه المؤرخ شيخ المفسرين والمؤرخين، أبو
جعفر محمد بن جرير الطبري، ولد بآمل من بلاد طبرستان سنة 224هـ، وتوفي
ببغداد سنة 310هـ، وكان عالماً بالقراءات بصيراً بالمعاني، عالماً بالسنة،
متفانياً في العلم، ذكر عنه أنه مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة
وكان من الأئمة المجتهدين، وقد ألف في علوم كثيرة فأبدع فيها ومن مؤلفاته:
1 - تاريخ الأمم والملوك، مطبوع وهو من أهم مصادر التاريخ.
2 - اختلاف الفقهاء، مطبوع.
3 - كتاب التبصر في أحوال الدين.
4 - تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن).
المبحث يحتوي على نبذة موجزة عن أشهر كتب التفسير بالأثر والرأي تتناول
التعريف بمؤلفيها وبيان طريقتهم في التفسير، وما تمتاز به هذه التفاسير وما
يلاحظ عليها. وقد قسمنا هذه التفاسير إلى تفاسير بالأثر وتفاسير بالرأي
ولا يعني ذلك خلو تفاسير الأثر عن الرأي وخلو تفاسير الرأي عن الأثر فكل
تفسير يجمع بين الرأي والأثر ولكن تقسيمنا مبني على الغالب فما يغلب عليه
الأثر جعلناه من تفاسير الأثر، وما يغلب عليه الراي جعلناه من تفاسير
الرأي.
أ – أشهر كتب التفسير بالأثر:
1 – جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
هو
الإِمام الحافظ المفسر المحدث الفقيه المؤرخ شيخ المفسرين والمؤرخين، أبو
جعفر محمد بن جرير الطبري، ولد بآمل من بلاد طبرستان سنة 224هـ، وتوفي
ببغداد سنة 310هـ، وكان عالماً بالقراءات بصيراً بالمعاني، عالماً بالسنة،
متفانياً في العلم، ذكر عنه أنه مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة
وكان من الأئمة المجتهدين، وقد ألف في علوم كثيرة فأبدع فيها ومن مؤلفاته:
1 - تاريخ الأمم والملوك، مطبوع وهو من أهم مصادر التاريخ.
2 - اختلاف الفقهاء، مطبوع.
3 - كتاب التبصر في أحوال الدين.
4 - تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن).
* التعريف بتفسيره وطريقته فيه:
تفسير
الطبري من أجل التفاسير بالمأثور وأعظمها قدراً ذكر فيه ما روى في التفسير
عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأتباعهم، وكانت التفاسير
قبل ابن جرير لا يذكر فيها إلا الروايات الصرفة، حتى جاء ابن جرير فزاد
توجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، وذكر الأعاريب والاستنباطات
والاستشهاد بأشعار العرب على معاني الألفاظ.
وطريقته في التفسير أنه
يلخص الأقوال التي قيلت في تفسير الآية ثم يذكر بعد كل قول الروايات التي
رويت فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين، ثم يروى
الروايات التي قيلت في القول الثاني ثم الثالث وهكذا حتى يستكمل الأقوال
والروايات، ثم يرجح ما يراه ويستدل عليه ويرد الأقوال المخالفة.
وكان الطبري في نيته أن يكون تفسيره أوسع مما كان ولكنه اختصره استجابة لرغبة طلابه، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى أن أبا جعفر قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن ؟
قالوا: كم يكون قدره ؟ فقال ثلاثون ألف ورقة.
فقالوا: هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه. فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال قبل ذلك في تاريخه.
ويقع تفسير ابن جرير في
ثلاثين جزءاً من الحجم الكبير، وكان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يكون
مفقوداً لا وجود له، ثم قدر الله له الظهور والتداول، فكان مفاجأة سارة
للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير حائل الأمير حمود
بن عبيد عبدالرشيد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب طبع عليها الكتاب من
زمن قريب فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور، وقد حظي هذا
التفسير بالقبول والثناء في الأوساط العلمية قديماً وحديثاً
قال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري.
وقال أبو حامد الأسفراييني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيراً.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: وأما
التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير ابن جرير الطبري فإنه يذكر
مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل
بن بكير والكلبي.
هذا وكتب (نولدكه) في سنة 1860م. بعد اطلاعه على بعض فقرات من هذا الكتاب:
لو كان بيدنا هذا الكتاب لاستغنينا به عن كل التفاسير المتأخرة ومع الأسف
فقد كان يظهر أنه مفقود تماماً، وكان مثل تاريخه الكبير مرجعاً لا يغيض
معينه أخذ عنه المتأخرون معارفهم.
وقد التزم ابن جرير في تفسيره ذكر
الروايات بأسانيدها إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا
تضعيف لأنه كان يرى كما هو مقرر في أصول الحديث، أن من أسند لك فقد حملك
البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة والجرح، فهو بعمله هذا قد
خرج من العهدة
ومع ذلك فابن
جرير يقف أحياناً من السند موقف الناقد البصير فيعدل من يعدل من رجال
الإِسناد ويجرح من يجرح منهم ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها ويصرح برأيه
فيها بما يناسبها.
ثم إننا نجد ابن جرير يأتي في تفسيره
بأخبار إسرائيلية يرويها بإسناده إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن جريج
والسدي وغيرهم، ونراه ينقل عن محمد بن إسحاق كثيراً مما رواه عن مسلمة
النصارى.
وهكذا يكثر ابن جرير من رواية الإِسرائيليات، ولعل هذا راجع إلى ما تأثر به من الروايات التاريخية التي عالجها في بحوثه التاريخية الواسعة.
فعلى الباحث في تفسيره أن
يتابع هذه الروايات بالنظر الشامل والنقد الفاحص، وقد يسر لنا ابن جرير
الأمر في ذلك حيث إنه ذكر الإِسناد وبذلك يكون قد خرج من العهدة.
وعلينا نحن أن ننظر في السند
ونتفقد الروايات وقد استفاد المفسرون الذين جاءوا بعد الطبري من تفسيره
فاعتمدوا عليه في نقل كثير من التفسير المأثور واستناروا بآرائه واجتهاداته
وترجيحاته.
ويوجد لهذا التفسير طبعتان
طبعة الحلبي كاملة في ثلاثين جزءاً ولكنها غير محققة
وطبعة دار المعارف
بتحقيق أحمد شاكر وأخيه محمود شاكر ولكنها ناقصة حيث بدأت من مقدمة
التفسير إلى تفسير الآية (27) من سورة إبراهيم في ستة عشر مجلداً.
2 – الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي.
هو أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المقرئ المفسر
كان حافظاً واعظاً رأساً في التفسير والعربية متين الديانة حدث عن أبي طاهر
بن خزيمة وعنه أخذ أبو الحسن الواحدي التفسير وأثنى عليه، وكان كثير
الحديث كثير الشيوخ ولكن هناك من العلماء من يرى أنه لا يوثق به ولا يصح
نقله توفي سنة 427هـ. ومن مؤلفاته:
1 - كتاب العرائس في قصص الأنبياء عليهم السلام، مطبوع.
2 - من ربيع المذكرين.
3 - تفسيره: الكشف والبيان عن تفسير القرآن .
* التعريف بتفسيره وطريقته فيه:
وطريقته في التفسير أنه يفسر القرآن بما جاء عن السلف مع اختصاره للأسانيد
اكتفاء بذكرها في مقدمة الكتاب، كما أنه يعرض للمسائل النحوية ويخوض فيها
بتوسع ظاهر، ويعرض لشرح الكلمات اللغوية وبيان أصولها ويستشهد على ما يقول
بالشعر العربي ويتوسع في الكلام عن المسائل الفقهية عندما يتناول آية من
آيات الأحكام فتراه يذكر الأحكام والخلافات والأدلة ويعرض للمسألة من جميع
نواحيها إلى درجة تخرجه عما يراد من الآية.
ويلاحظ عليه أنه يكثر من ذكر الإِسرائيليات بدون تعقيب مع ذكره لقصص إسرائيلية في منتهى الغرابة.
ويظهر من ذلك أن الثعلبي كان مولعاً بالأخبار والقصص إلى درجة كبيرة بدليل أنه ألف كتاباً يشتمل على قصص الأنبياء وإن أردت أمثلة على ذلك:
فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى: {إذ أوى الفتية إلى الكهف}. [الكهف: 10].
وقوله تعالى: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض}. [الكهف: 94].
ثم ارجع إليه عند تفسير قوله تعالى من سورة مريم: {فأتت به قومها تحمله}. [مريم: 27].
كذلك نجده قد وقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين
من الاغترار بالأحاديث الموضوعة في فضائل السور سورة سورة فروى في نهاية
كل سورة حديثاً في فضلها منسوباً إلى أبي بن كعب كما اغتر بكثير من
الأحاديث الموضوعة على ألسنة الشيعة فشوه بها كتابه دون أن يشير إلى وضعها
واختلاقها ومن هذا ما يدل على أن الثعلبي لم يكن له باع في معرفة صحيح
الأخبار من سقيمها.
* قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير:
والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين وكان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
* وقال الكتاني: في الرسالة المستطرفة
عند الكلام عن الواحدي المفسر لم يكن له ولا لشيخه الثعلبي الكبير بضاعة في
الحديث، بل في تفسيرهما وخصوصاً الثعلبي، أحاديث موضوعة وقصص باطلة
أشهر كتب التفسير بالأثر والرأي والتعريف بها
تفسير
الطبري من أجل التفاسير بالمأثور وأعظمها قدراً ذكر فيه ما روى في التفسير
عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأتباعهم، وكانت التفاسير
قبل ابن جرير لا يذكر فيها إلا الروايات الصرفة، حتى جاء ابن جرير فزاد
توجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، وذكر الأعاريب والاستنباطات
والاستشهاد بأشعار العرب على معاني الألفاظ.
وطريقته في التفسير أنه
يلخص الأقوال التي قيلت في تفسير الآية ثم يذكر بعد كل قول الروايات التي
رويت فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعين، ثم يروى
الروايات التي قيلت في القول الثاني ثم الثالث وهكذا حتى يستكمل الأقوال
والروايات، ثم يرجح ما يراه ويستدل عليه ويرد الأقوال المخالفة.
وكان الطبري في نيته أن يكون تفسيره أوسع مما كان ولكنه اختصره استجابة لرغبة طلابه، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى أن أبا جعفر قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن ؟
قالوا: كم يكون قدره ؟ فقال ثلاثون ألف ورقة.
فقالوا: هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه. فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال قبل ذلك في تاريخه.
ويقع تفسير ابن جرير في
ثلاثين جزءاً من الحجم الكبير، وكان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يكون
مفقوداً لا وجود له، ثم قدر الله له الظهور والتداول، فكان مفاجأة سارة
للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير حائل الأمير حمود
بن عبيد عبدالرشيد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب طبع عليها الكتاب من
زمن قريب فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور، وقد حظي هذا
التفسير بالقبول والثناء في الأوساط العلمية قديماً وحديثاً
قال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري.
وقال أبو حامد الأسفراييني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيراً.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: وأما
التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير ابن جرير الطبري فإنه يذكر
مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل
بن بكير والكلبي.
هذا وكتب (نولدكه) في سنة 1860م. بعد اطلاعه على بعض فقرات من هذا الكتاب:
لو كان بيدنا هذا الكتاب لاستغنينا به عن كل التفاسير المتأخرة ومع الأسف
فقد كان يظهر أنه مفقود تماماً، وكان مثل تاريخه الكبير مرجعاً لا يغيض
معينه أخذ عنه المتأخرون معارفهم.
وقد التزم ابن جرير في تفسيره ذكر
الروايات بأسانيدها إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا
تضعيف لأنه كان يرى كما هو مقرر في أصول الحديث، أن من أسند لك فقد حملك
البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة والجرح، فهو بعمله هذا قد
خرج من العهدة
ومع ذلك فابن
جرير يقف أحياناً من السند موقف الناقد البصير فيعدل من يعدل من رجال
الإِسناد ويجرح من يجرح منهم ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها ويصرح برأيه
فيها بما يناسبها.
ثم إننا نجد ابن جرير يأتي في تفسيره
بأخبار إسرائيلية يرويها بإسناده إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن جريج
والسدي وغيرهم، ونراه ينقل عن محمد بن إسحاق كثيراً مما رواه عن مسلمة
النصارى.
وهكذا يكثر ابن جرير من رواية الإِسرائيليات، ولعل هذا راجع إلى ما تأثر به من الروايات التاريخية التي عالجها في بحوثه التاريخية الواسعة.
فعلى الباحث في تفسيره أن
يتابع هذه الروايات بالنظر الشامل والنقد الفاحص، وقد يسر لنا ابن جرير
الأمر في ذلك حيث إنه ذكر الإِسناد وبذلك يكون قد خرج من العهدة.
وعلينا نحن أن ننظر في السند
ونتفقد الروايات وقد استفاد المفسرون الذين جاءوا بعد الطبري من تفسيره
فاعتمدوا عليه في نقل كثير من التفسير المأثور واستناروا بآرائه واجتهاداته
وترجيحاته.
ويوجد لهذا التفسير طبعتان
طبعة الحلبي كاملة في ثلاثين جزءاً ولكنها غير محققة
وطبعة دار المعارف
بتحقيق أحمد شاكر وأخيه محمود شاكر ولكنها ناقصة حيث بدأت من مقدمة
التفسير إلى تفسير الآية (27) من سورة إبراهيم في ستة عشر مجلداً.
2 – الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي.
هو أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المقرئ المفسر
كان حافظاً واعظاً رأساً في التفسير والعربية متين الديانة حدث عن أبي طاهر
بن خزيمة وعنه أخذ أبو الحسن الواحدي التفسير وأثنى عليه، وكان كثير
الحديث كثير الشيوخ ولكن هناك من العلماء من يرى أنه لا يوثق به ولا يصح
نقله توفي سنة 427هـ. ومن مؤلفاته:
1 - كتاب العرائس في قصص الأنبياء عليهم السلام، مطبوع.
2 - من ربيع المذكرين.
3 - تفسيره: الكشف والبيان عن تفسير القرآن .
* التعريف بتفسيره وطريقته فيه:
وطريقته في التفسير أنه يفسر القرآن بما جاء عن السلف مع اختصاره للأسانيد
اكتفاء بذكرها في مقدمة الكتاب، كما أنه يعرض للمسائل النحوية ويخوض فيها
بتوسع ظاهر، ويعرض لشرح الكلمات اللغوية وبيان أصولها ويستشهد على ما يقول
بالشعر العربي ويتوسع في الكلام عن المسائل الفقهية عندما يتناول آية من
آيات الأحكام فتراه يذكر الأحكام والخلافات والأدلة ويعرض للمسألة من جميع
نواحيها إلى درجة تخرجه عما يراد من الآية.
ويلاحظ عليه أنه يكثر من ذكر الإِسرائيليات بدون تعقيب مع ذكره لقصص إسرائيلية في منتهى الغرابة.
ويظهر من ذلك أن الثعلبي كان مولعاً بالأخبار والقصص إلى درجة كبيرة بدليل أنه ألف كتاباً يشتمل على قصص الأنبياء وإن أردت أمثلة على ذلك:
فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى: {إذ أوى الفتية إلى الكهف}. [الكهف: 10].
وقوله تعالى: {إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض}. [الكهف: 94].
ثم ارجع إليه عند تفسير قوله تعالى من سورة مريم: {فأتت به قومها تحمله}. [مريم: 27].
كذلك نجده قد وقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين
من الاغترار بالأحاديث الموضوعة في فضائل السور سورة سورة فروى في نهاية
كل سورة حديثاً في فضلها منسوباً إلى أبي بن كعب كما اغتر بكثير من
الأحاديث الموضوعة على ألسنة الشيعة فشوه بها كتابه دون أن يشير إلى وضعها
واختلاقها ومن هذا ما يدل على أن الثعلبي لم يكن له باع في معرفة صحيح
الأخبار من سقيمها.
* قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير:
والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين وكان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
* وقال الكتاني: في الرسالة المستطرفة
عند الكلام عن الواحدي المفسر لم يكن له ولا لشيخه الثعلبي الكبير بضاعة في
الحديث، بل في تفسيرهما وخصوصاً الثعلبي، أحاديث موضوعة وقصص باطلة
أشهر كتب التفسير بالأثر والرأي والتعريف بها