1weeb page  تأملات في سورة البـــقرة


شاطر|
معلومات العضو
menimeVEVO

menimeVEVO
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 432
الْنِّقَاط : 451
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 11/08/2011
العمر : 32
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: تأملات في سورة البـــقرة تأملات في سورة البـــقرة Emptyالجمعة أغسطس 12, 2011 3:02 am

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله



تأمــلات في ســــورة البـــقرة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة
والسلام علي سيد المرسلين والأولين والآخرين سيدنا محمد النبي الأمي وعلي
آله وصحبه وسلم فهذه تأملات في سورة البقرة من خلال في ظلال القرآن للشيخ
سيد قطب أعجبتني تحليلاته فأردت أن ألخصها وأعرضها لعل كل من يقرأها يستفيد
منها ويستشعرها ولنبدأ :
1- سورة مدنية ومن أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة وهي أطول سور القرآن علي الإطلاق .
2- وأن المعول عليه في ترتيب السور من حيث النزول
هو سبق نزول أوائلها - لا جميعها - وفي هذه السورة آيات في أواخر ما نزل
من القرآن كآيات الربا , في حين أن الراجح أن مقدماتها كانت من أول ما نزل
من القرآن في المدينة , فأما تجميع آيات كل سورة في السورة , وترتيب هذه
الآيات , فهو توقيفي موحى به.
3- المحور الذي يجمع موضوعات السورة :
هذه السورة تضم عدة موضوعات . ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد
مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا :
أ - الخط الرئيسي الأول : تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة ,
واستقبالهم لها , ومواجهتهم لرسولها ( صلي الله عليه وسلم ) وللجماعة
المسلمة الناشئة على أساسها . . . وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه
تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة , وبين اليهود والمشركين
من جهة أخرى.
ب -الخط الرئيسي الثاني: تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها ; وإعدادها
لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض , بعد أن تعلن السورة
نكول بني إسرائيل عن حملها , ونقضهم لعهد الله بخصوصها ,
وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم - عليه السلام –
صاحب الحنيفية الأولى , وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها
من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم.
وكل موضوعات السورة تدور حول هذا المحور المزدوج بخطيه الرئيسيين , كما
سيجيء في استعراضها التفصيلي .
4- الملابسات التي نزلت آيات السورة لمواجهتها :
أن هذه الملابسات في عمومها هي الملابسات التي ظلت الدعوة الإسلامية وأصحابها
يواجهونها - مع اختلاف يسير - على مر العصور وكر الدهور ; من أعدائها وأوليائها علي
السواء . مما يجعل هذه التوجيهات القرآنية هي دستور هذه الدعوة الخالدة , ويبث في هذه
النصوص حياة تتجدد لمواجهة كل عصر وكل طور; ويرفعها معالم للطريق أمام الأمة المسلمة
تهتدي بها في طريقها الطويل الشاق , بين العداوات المتعددة المظاهر المتوحدة الطبيعة ...
وهذا هو الإعجاز يتبدى جانب من جوانبه في هذه السمة الثابتة المميزة في كل نص قرآني.
لقد تمت هجرة الرسول [صلي الله عليه وسلم] إلى المدينة بعد تمهيد ثابت
وإعداد محكم . تمت تحت تأثير ظروف حتمت هذه الهجرة ; وجعلتها إجراء ضروريا
لسير هذه الدعوة في الخط المرسوم الذي قدره الله لها بتدبيره و موقف قريش
العنيد من الدعوة في مكة قد انتهى إلى تجميد الدعوة تقريبا في مكة وما
حولها مما جعل بقية العرب تقف موقف التحرز والانتظار , في ارتقاب نتيجة
المعركة ومن ثم كان بحث الرسول (صلي الله عليه وسلم) عن قاعدة أخرى غير مكة
, قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها الحرية , ويتاح لها فيها أن تخلص من
هذا التجميد الذي انتهت إليه في مكة . حيث تظفر بحرية الدعوة وبحماية
المعتنقين لها من الاضطهاد والفتنة . . وهذا في تقديري كان هو السبب الأول
والأهم للهجرة . ولقد سبق الاتجاه إلى يثرب الاتجاه إلى الحبشة , حيث هاجر
إليها كثير من المؤمنين الأوائل رجال ذوو عصبيات , لهم من عصبيتهم - في
بيئة قبلية - ما يعصمهم من الأذى , ويحميهم من الفتنة ; وهاجرت نساء كذلك
من أشرف بيوتات مكة مع احتمال أن تكون الهجرة إلى الحبشة أحد الاتجاهات
المتكررة في البحث عن قاعدة حرة , أو آمنة على الأقل للدعوة الجديدة , كذلك
يبدو اتجاه الرسول [صلي الله عليه وسلم] إلى الطائف محاولة أخرى لإيجاد
قاعدة حرة أو آمنة على الأقل للدعوة . . وهي محاولة لم تكلل بالنجاح , بعد
ذلك فتح الله على الرسول [صلي الله عليه وسلم] وعلى الدعوة من حيث لا يحتسب
, فكانت بيعة العقبة الأولى , ثم بيعة العقبة الثانية . وهما ذواتا صلة
قوية بالموضوع الذي نعالجه في مقدمة هذه السورة , وبالملابسات التي وجدت
حول الدعوة في المدينة .
. . ومن ثم فشا الإسلام في المدينة , حتى لم يبق فيها بيت لم يدخله الإسلام
. وأخذ المسلمون في مكة يهاجرون إلى المدينة تباعا , تاركين وراءهم كل شيء
, ناجين بعقيدتهم وحدها , حيث لقوا من إخوانهم الذين تبوءوا الدار
والإيمان من قبلهم , من الإيثار والإخاء ما لم تعرف له الإنسانية نظيرا قط .
ثم هاجر رسول الله [صلي الله عليه وسلم] وصاحبه الصديق . هاجر إلى القاعدة
الحرة القوية الآمنة التي بحث عنها من قبل طويلا . . وقامت الدولة
الإسلامية في هذه القاعدة منذ اليوم الأول لهجرة الرسول (صلي الله عليه
وسلم)
5- أصناف البشر الثلاثة:
أ- المؤمنين الصادقين: الذين يؤمنون بالغيب ,
ويقيمون الصلاة , ومما رزقناهم ينفقون, والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما
أنزل من قبلك , وبالآخرة هم يوقنون , أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم
المفلحون.
ب- الكافرون الملاحدة : ( إن الذين كفروا سواء
عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون , ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ,
وعلى أبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم).
جـ - المنافقون المفسدون:هم أولئك الكبراء الذين
أرغموا على التظاهر بالإسلام , ولم ينسوا بعد ترفعهم على جماهير الناس ,
وتسمية هذه الجماهير بالسفهاء على طريقة العلية المتكبرين !: ومن الناس من
يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا
, وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ;
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون . وإذا قيل لهم:لا تفسدوا في الأرض
قالوا:إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون . وإذا قيل
لهم:آمنوا كما آمن الناس قالوا:أنؤمن كما آمن السفهاء ? ألا إنهم هم
السفهاء ولكن لا يعلمون . وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلوا
إلى شياطينهم قالوا:إنا معكم إنما نحن مستهزئون . الله يستهزئ بهم ويمدهم
في طغيانهم يعمهون . أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ,
وما كانوا مهتدين . مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب
الله بنورهم , وتركهم في ظلمات لا يبصرون . صم بكم عمي فهم لا يرجعون . أو
كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق , يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق
حذر الموت , والله محيط بالكافرين . يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء
لهم مشوا فيه , وإذا أظلم عليهم قاموا , ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم
, إن الله على كل شيء قدير, وفي ثنايا هذه الحملة على المنافقين نجد إشارة
إلى(شياطينهم), والظاهر أنها تعني اليهود .
د - موقف اليهود من الدعوة الإسلامية: و الذي
تصفه سورة البقرة نقتطف هنا بعض الآيات التي تشير إليه . . جاء في مقدمة
الحديث عن بني إسرائيل هذا النداء العلوي لهمSadيا بني إسرائيل اذكروا نعمتي
التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما
أنزلت مصدقا لما معكم . ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا
قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون
. وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر
وتنسون أنفسكم ? وأنتم تتلون الكتاب ? أفلا تعقلون ?). . وبعد تذكيرهم
طويلا بمواقفهم مع نبيهم موسى - عليه السلام - وجحودهم لنعم الله عليهم ,
وفسوقهم عن كتابهم وشريعتهم . . ونكثهم لعهد الله معهم . . جاء في سياق
الخطاب لتحذير المسلمين منهمSadأفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم
يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وإذا لقوا الذين
آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:أتحدثونهم بما فتح الله
عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ? أفلا تعقلون ?). .(وقالوا:لن تمسنا النار إلا
أياما معدودة . قل:أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ? أم تقولون
على الله ما لا تعلمون ?). .(ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ,
فلعنة الله على الكافرين). . . (وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله .
قالوا:نؤمن بما أنزل علينا , ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم). .
.(ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا
الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون). . . (ما يود الذين كفروا
من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم). . . (ود كثير
من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد
ما تبين لهم الحق). . . (وقالوا:لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى .
تلك أمانيهم). . . (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).....
الخ الخ .
وكانت معجزة القرآن الخالدة أن صفتهم التي دمغهم بها هي الصفة الملازمة لهم
في كل أجيالهم من قبل الإسلام ومن بعده إلى يومنا هذا . مما جعل القرآن
يخاطبهم - في عهد النبي (صلي الله عليه وسلم) كما لو كانوا هم أنفسهم الذين
كانوا على عهد موسى - عليه السلام - وعلى عهود خلفائه من أنبيائهم
باعتبارهم جبلة واحدة . سماتهم هي هي , ودورهم هو هو , وموقفهم من الحق
والخلق موقفهم على مدار الزمان ! ومن ثم يكثر الالتفات في السياق من خطاب
قوم موسى , إلى خطاب اليهود في المدينة , إلى خطاب أجيال بين هذين الجيلين .
ومن ثم تبقى كلمات القرآن حية كأنما تواجه موقف الأمة المسلمة اليوم وموقف
اليهود منها . وتتحدث عن استقبال يهود لهذه العقيدة ولهذه الدعوة اليوم
وغدا كما استقبلتها بالأمس تماما ! وكأن هذه الكلمات الخالدة هي التنبيه
الحاضر والتحذير الدائم للأمة المسلمة , تجاه أعدائها الذين واجهوا أسلافها
بما يواجهونها اليوم به من دس وكيد , وحرب منوعة المظاهر , متحدة الحقيقة !

6- دعوة للناس جميعا إلى عبادة الله والإيمان
بالكتاب المنزل على عبده . وتحدي المرتابين فيه أن يأتوا بسورة من مثله .
وتهديد الكافرين بالنار وتبشير المؤمنين بالجنة . . ثم نجد التعجيب من أمر
الذين يكفرون بالله: ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم , ثم يميتكم
ثم يحييكم , ثم إليه ترجعون ! هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا , ثم
استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات , وهو بكل شيء عليم). .
7- قصة استخلاف آدم في الأرض: ( وإذ قال ربك
للملائكة:إني جاعل في الأرض خليفة). . وتمضي القصة تصف المعركة الخالدة بين
آدم والشيطان حتى تنتهي بعهد الاستخلاف - وهو عهد الإيمان -: (قلنا:اهبطوا
منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى , فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم
يحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها.(
8- جولة واسعة طويلة مع بني إسرائيل: تتخللها
دعوتهم للدخول في دين الله وما أنزله الله مصدقا لما معهم مع تذكيرهم
بعثراتهم وخطاياهم والتوائهم وتلبيسهم منذ أيام موسى - عليه السلام - . ومن
خلال هذه الجولة ترتسم صورة واضحة لاستقبال بني إسرائيل للإسلام ورسوله
وكتابه . . لقد كانوا أول كافر به . وكانوا يلبسون الحق بالباطل . وكانوا
يأمرون الناس بالبر - وهو الإيمان - وينسون أنفسهم . وكانوا يسمعون كلام
الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه . وكانوا يخادعون الذين آمنوا بإظهار
الإيمان وإذا خلا بعضهم إلى بعض حذر بعضهم بعضا من إطلاع المسلمين على ما
يعلمونه من أمر النبي وصحة رسالته ! وكانوا يريدون إن يردوا المسلمين كفارا
. وكانوا يدعون من أجل هذا أن المهتدين هم اليهود وحدهم - كما كان النصارى
يدعون هذا أيضا - وكانوا يعلنون عداءهم لجبريل - عليه السلام - بما أنه هو
الذي حمل الوحي إلى محمد دونهم ! وكانوا يكرهون كل خير للمسلمين ويتربصون
بهم السوء . وكانوا ينتهزون كل فرصة للتشكيك في صحة الأوامر النبوية
ومجيئها من عند الله تعالى - كما فعلوا عند تحويل القبلة - وكانوا مصدر
إيحاء وتوجيه للمنافقين . كما كانوا مصدر تشجيع للمشركين . ومن ثم تتضمن
السورة حملة قوية على أفاعيلهم, , وتنتهي هذه الحملة بتيئيس المسلمين من
الطمع في إيمانهم لهم , وهم على هذه الجبلة الملتوية القصد. كما تنتهي بفصل
الخطاب في دعواهم أنهم وحدهم المهتدون , بما أنهم ورثة إبراهيم . وتبين أن
ورثة إبراهيم الحقيقيين هم الذين يمضون على سنته , ويتقيدون بعهده مع ربه ;
وأن وراثة إبراهيم قد انتهت إذن إلى محمد [ صلي الله عليه وسلم ]
والمؤمنين به , بعد ما انحرف اليهود وبدلوا ونكلوا عن حمل أمانة العقيدة ,
والخلافة في الأرض بمنهج الله ; ونهض بهذا الأمر محمد والذين معه . وأن هذا
كان استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - وهما يرفعان
القواعد من البيت) :ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ,
وأرنا مناسكنا , وتب علينا , إنك أنت التواب الرحيم . ربنا وابعث فيهم
رسولا منهم يتلو عليهم آياتك , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم , إنك أنت
العزيز الحكيم).
9- الإتجاه إلى النبي [صلي الله عليه وسلم] وإلى
الجماعة المسلمة من حوله ; حيث يأخذ في وضع الأسس التي تقوم عليها حياة هذا
الجماعة المستخلفة على دعوة الله في الأرض , وفي تمييز هذه الجماعة بطابع
خاص , وبمنهج في التصور وفي الحياة خاص .
ويبدأ في هذا بتعيين القبلة التي تتجه إليها هذه الجماعة . وهي البيت
المحرم الذي عهد الله لإبراهيم وإسماعيل أن يقيماه ويطهراه ليعبد فيه الله
وحده , هذه القبلة التي كان النبي [صلي الله عليه وسلم] يرغب ولا يصرح في
الاتجاه إليها : (قد نرى تقلب وجهك في السماء , فلنولينك قبلة ترضاها فول
وجهك شطر المسجد الحرام , وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره). . ثم تمضي
السورة في بيان المنهج الرباني لهذه الجماعة المسلمة . منهج التصور
والعبادة , ومنهج السلوك والمعاملة , تبين لها أن الذين يقتلون في سبيل
الله ليسوا أمواتا بل أحياء . وأن الإصابة بالخوف والجوع ونقص الأموال
والأنفس والثمرات ليس شرا يراد بها , إنما هو ابتلاء , ينال الصابرون عليه
صلوات الله ورحمته وهداه . وأن الشيطان يعد الناس الفقر ويأمرهم بالفحشاء
والله يعدهم مغفرة منه وفضلا . وأن الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات
إلى النور , والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات
. . وتبين لهم بعض الحلال و الحرام في المطاعم والمشارب . وتبين لهم حقيقة
البر لا مظاهره وأشكاله . وتبين لهم أحكام القصاص في القتلى . وأحكام
الوصية . وأحكام الصوم . وأحكام الجهاد . وأحكام الحج . وأحكام الزواج
والطلاق مع التوسع في دستور الأسرة بصفة خاصة . وأحكام الصدقة وأحكام الربا
. وأحكام الدين والتجارة .
10- وتتضمن السورة وفي مناسبات معينة يرجع السياق
إلى الحديث عن بني إسرائيل من بعد موسى . وعن حلقات من قصة إبراهيم . ولكن
جسم السورة - بعد الجزء الأول منها - ينصرف إلى بناء الجماعة المسلمة ,
وإعدادها لحمل أمانة العقيدة , والخلافة في الأرض بمنهج الله وشريعته .
وتمييزها بتصورها الخاص للوجود , وارتباطها بربها الذي اختارها لحمل هذه
الأمانة الكبرى .
11- وفي النهاية نرى ختام السورة ينعطف على
افتتاحها , فيبين طبيعة التصور الإيماني , وإيمان الأمة المسلمة بالأنبياء
كلهم , وبالكتب كلها وبالغيب وما وراءه , مع السمع والطاعة: آمن الرسول بما
أنزل إليه من ربه والمؤمنون , كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله , لا
نفرق بين أحد من رسله , وقالوا : سمعنا وأطعنا , غفرانك ربنا وإليك المصير .
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها , لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت , ربنا لا
تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا , ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على
الذين من قبلنا , ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به , واعف عنا واغفر لنا ,
وارحمنا , أنت مولانا , فانصرنا على القوم الكافرين . .
12- ومن ثم يتناسق البدء والختام , وتتجمع موضوعات السورة بين صفتين من صفات المؤمنين وخصائص الإيمان.






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
ļ ρŕįňšέ€

ļ ρŕįňšέ€
المدير العام
المدير العام

معلومات إضافية
عدد المساهمات : 1523
الْنِّقَاط : 673
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 15/08/2011
العمر : 32
الموقع : www.arabshabab.com
http://www.arabshabab.com

مُساهمةموضوع: رد: تأملات في سورة البـــقرة تأملات في سورة البـــقرة Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2011 9:32 pm

سبحان الله ,, و الحمد لله ,, و الله أكبر ,, و لا إله إلا الله





شكرا اخي على الموضوع

جزاك الله كل خير






توقيعي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تأملات في سورة البـــقرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» "تأملات في آيات الصيام"» تفسير سورة البقرة» نظرات في سورة القتال» معجزة سورة الكهف» تفسير سورة المسد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العرب :: المنتـــــــدى الإسلامـــــــــــــي :: قســـــــــم القرآن وعلومه-



Loading...


المعهد غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي معهد ون ويب ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)
xml atom feed Rss  1 2  3  4 5 6  7  8  9 10  11  12  13  14  15 16  17 18  19 20  21  22  23  24  25 26  27  28  29 30  31  32  33  34  35  36  37 38  39 40  41  42  43 44  45 46  47  48  49  50  51 52  53  54  55 56  57  58  59  60  61 62  63 64  65  66 67 68  69 70  71  72  73 74  75  76  77 78  79 80  81 82  83  84  85  86  87  88  89 90  91 92  93 94  95  96  97  98  99  100  101  102  103  104  105 106  107  108  109 110  111 112  113 114  115 116  117 118  119  120  121 122  123 124  125  126  127 128  129 130  131 132  133  134  135  136  137  138  139  140  141  142  143 144  145  146  147 148  149 150  151 152  153 154  155  156  157 158  159 160  161  162  163 164  165 166  167 168  169 170  171 172  173 174  175 176  177 178  179 180  181 182  183 184  185 186  187 188  189 190  191 192  192  194  195 196  197 198  199 200  201 202  203  204  205  206  207  208  209  210  211  212  213 214  215  216  217  218  219  220 221  222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233  234 235 236 237 238 239 240 241 242 243244 245246 247248 249 250 251252 253254 255257 258 259 260